” إلى معالي الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم.. طفلي الصغير مات ” .. رسالة حملتها أم الطفل راضي الشمري البالغ من العمر 9 أعوام الذي حفر اسمه كثالث ضحية لإهمال التعليم خلال أسبوع واحد.

ففي صباح أمس الأحد، خرج الطفل راضي إلى المدرسة مع شقيقه الأكبر، ولكن إهمال المدرسة جعل هذا اليوم آخر يوم له وسط أسرته.

ورغبة منه في شراء بعض الحلوى من المتجر المجاور للمدرسة في تصرف طفولي تلقائي منه كأي طفل في عمره، خرج الطفل من مدرسته ” النجاشي ” في الإحساء خلال اليوم الدراسي وسط عدم رقابة من مشرفين المدرسة وبابها المفتوح على مصرعيه أمام الأطفال.

وكانت هذه آخر مرة له يرى فيها منزله ومدرسته، ليموت دهسًا تحت عجلات إحدى السيارات أثناء عبوره الطريق وصولًا إلى هدفه بشراء الحلوى، خرج ولم يعد ووصل إلى المستشفى جسد صغير بلا روح.

وفي رسالة موجعة من ” أم ” لا حول لها ولا قوة، وجهتها إلى معالي وزير التعليم، قائله ” معالي الدكتور أحمد العيسى، وزير التعليم، السلام عليكم، وأنت تنعم بالحياة والأمل والعمل والصحة والسلام، لا كلمات ولا صفحات ولا عبارات يمكنها مجاراة مرارة الفقد والغياب والرحيل والموت، لا نملك الآن إلا دموعنا ودعواتنا التي نمني النفس أن تحف صغيرنا الذي صار جرحنا الغائر، وهاجسنا المؤلم ومصابنا الكبير ” .

وأَضافت ” معالي الوزير، لا أذاقك الله الحزن والهم والغبن، قبل أيام معدودات ذهبت إلى فراش طفلي الصغير، وكان غارقًا في منامه وأحلامه، وحاولت جاهدة أن أوقظه ليلحق بمدرسته وأصدقائه ونظرائه وينهل من بحار العلم والمعرفة، فالمستقبل ليس فيه مكان – كما تعرف أكثر من غيرك – لأولئك الذين لا يتسلّحون بالعلم والشهادة والنجاح، وليتني تركته ينعم في فراشه الدافئ ولم أصر على إيقاظه، حتى وإن خسر كل فرص التعليم، لكنه أفاق واغتسل وارتدى ثيابه واستعد برفقة شقيقه للذهاب إلى مشوار المبنى الذي يجتمع فيه خمسة أيام بالأسبوع برفقة زملائه الذين يشاركونه أحلاماً لا ضرورة أن تتحقق كلها ” .

وأكملت: ” طفلي الصغير مات، وقد يكون هذا أمراً لا تتوقف عنده طويلاً، فأنت وأنا نعلم علم اليقين أن هذا الموت نهاية كل حياة، ولستُ هنا أبث حزني على مسامعك، وإنما فقط أريد تذكيرك والذكرى تنفع المؤمنين، اختطف الموت صغيري وكل موت له أسبابه ومسبباته ” .

وطالبت والد الطفل وزير التعليم بالتكرم وتعليم الأطفال درسًا في أدوات السلامة، قائله ” معالي الوزير، أحياك الله حياة طيبة، ليتكم تتكرمون وتدرسون صغارنا درسًا في أدوات السلامة، ولكني أحمِّل المدرسة وكل من يعمل بها في رحيل فلذة كبدي، تركوا الأطفال بوجه الشارع والموت، ما حدث لا يمكن وصفه أبدًا، سوى أن أقول عنه مدرسة الموت ” .

ولكن لم تكن رسالة الأم فقط الوجعة، حيث احترق قلب شقيقه حزنًا على أخوه الصغير الذي كان يرعاه، قائلًا ” من سيعوضنا ابتسامة أخي؟ راح ضحية إهمال مدرسة الموت ” .

اقرأ أيضًا

وفاة طالب دهسًا أثناء عبوره الطريق للمدرسة بالأحساء