على هذه الأرض تكون ..

وعلى هذه الأرض نمى ..

وعليها سيعيش عقودًا من الزمن .. في كينونته الدنيوية ..

لا يعرف أبدا معنى الانطلاق في العالم الفسيح ..

لم يسلك دربا إلى السماء ..

ولم يفكر في ذلك قط .

*

تهزه بعض مشاعر الأطفال بين حينٍ وحينْ ..

كالهمس الناعم ..

تدعوه للسفر إلى السماء ..

لا شيء يقل ذلك المسكين

إلى السماء ..

*

الكثير من الهموم والوساوس السوداوية تحيط به ..

لا ينسل أبدا من تحت تلك الأكوام البائسة ..

يتكئ على ذاته وينام ..

*

لعله يرى نفسه حلما آخر في داخله ..

يفرد أجنحته  ويصعد إلى السماء ..

يودع نفسه على هذه الأرض .. ويصعد .

*

مشوار طويل .. يتحتم على ذلك الحلم أن يقطعه

من اللاشيء .. إلى الواقع الملموس

*

إن هذه الحياة ..

قاطرة نتشبث بها من أجل الكثير من الأحلام الوردية التي تنتظرنا على أرصفة المحطات القابعة على طول الطريق

والأيام التي نعيشها ..

هي قضبان السكة التي تقودنا من حضن إلى آخر .. ومن منفى إلى منفى .

*

سحابة عابرة تداعب المشاعر

وتهز أغصان الحياة التي تظلنا

ما تلبث أن تتحول إلى خريف عاصف ..

.. تتطاير معه الأحلام

وتتبخر .. ومع ذلك البخار تقلنا القاطرة .. إلى منفىً جديد .. آخر .

*

الفضول يقودنا في كل مرة إلى

سراب .

في كل مرة تبدأ نهاية جديدة

ومع كل نهاية يكون الخريف قدحان

ومع قدوم كل خريف .. تطير أوراق أخرى تحمل في طياتها الكثير من الأحلام .

*

لعل هذه الأحلام التي نطاردها .. وتقربنا من المستقبل زلفا ..

هي في الحقيقة بداية النهاية والفناء .

*

أحيانا  .. نقف صفا واحدا ..

يدا بيد .. في وجه أحلام كثيرة

وكأن الأحلام في زمننا .. تحتاج

لواسطة .. حتى تكون شيئا ما

يراه الآخرين في سمائنا .

هكذا يصبح معراجنا الى سماء الأحلام ..

سبيلا آخر يقودنا …للموت .

ترى متى نحلم بحرية … ونصل؟