لم يمر عام على ذكرى رحيله عن هذه الدنيا الفانية إلا وهو كل يوم يعيش معنا في ذكرياته الجميلة وأبتسامته التي لا تفارق مُحياه وضحكته الصادقة، وجمال أخلاقه التي تتميز في سعة الصدر فلم أراه يوماً قد غضب أو حقد على إي إنسان وكيف يفعل ذلك وهو صاحب القلب الأبيض وكأني أرى صفاء قلبه كصفاء السماء ،

أذكر في أحد الأيام قد حلت عليه مصيبة في ماله فذهبت له حتى أطمن عليه،، فوجدته مبتسماً ويتحدث معي وكأنه لم يحدث شيئاً فتعلمت منه أن هذه الدنيا الزائلة لا تسوى شئ وليس هذا فقط،

فقد كان كريم اليد ومضياف فكان داره عامر بالضيوف و لا يكاد يمر أسبوع إلا و لديه وليمه ، وكان عندما أزوره يقدمني على أبناءه وأحفاده لأنه كان ينظر لي أني مثل أبناءه بالضبط ، فقد شعرت بذلك في مواقف كثيرة لا حصر لها ، لكني لم أندم اليوم على شي مضى أكثر مما ندمت على الأيام التي مضت ولم أتلقي فيه بسبب أنشغالي في سفر أو عمل لأنه لم يكن فقط عم ووالد بالنسبة لي لقد كان صديقاً مقرباً فكنت أتحدث معه كحديثي مع أصدقائي لقربه مني ،

لقد شكل هذا الرجل الكريم بصمة في حياتي من المستحيل أن تزول ، ولقد كان يوم الثلاثاء الموافق ١٤٤٤/١١/٣هجرية يوماً مفجعاً وحزيناً بالنسبة لي فهو يوم رحيل العم والوالد محمد بن رفاع الصالحي ( رحمه الله تعالى ) الذي رحل عنا إلى جوار ربه وترك الذكرى الجميلة التي إلى هذا اليوم أعيشها في خيالي وسوف تبقى إلى أن أرحل عن هذه الدنيا.