تنهض في بلادنا المباركة حركة عمرانية كبيرة من أهم أركانها منشآت ومرافق النقل من مطارات ومرافئ وطرق برية وسكك حديدة، ولعلي أشير هنا إلى الإعلان الهام عن تأسيس مطار الملك سلمان الجديد في شمال شرق مدينة الرياض بحيث يكون محطة عملاقة لصناعة النقل الجوي الدولي في المنطقة والعالم.

تزامن هذا الإعلان مع القفزة الكبيرة للنقل السككي بالموافقة السامية الكريمة على نظام الخطوط الحديدية، وماسبق من توحيد مؤسسي لشبكتي قطار الشمال وقطار الشرق في شركة “سار”، فأصبحت مالكة ومشغلة للقطارين الواصلين لمدينة الرياض.

وإننا باستعراض محطات القطار الاثنتين في العاصمة، نرى محطة الشرق تقع في حي الصناعية والذي كان آخر الرياض من جهة الشرق عند بناء المحطة في الخمسينات الميلادية، بينما محطة قطار الشمال تقع على طريق الثمامة في الشمال الشرقي للرياض، ويفصل بين المحطتين مسافة كبيرة تتجاوز الثلاثين كيلومتر، ناهيك عن المطار الذي يبعد عن المحطتين مسافة ليست بالقليلة.

وإنني في هذا المقال اقترح توحيد شبكتي القطار في محطة واحدة مركزية تجمع مابين الاتجاهين، أي شمال شرق مدينة الرياض، ولايوجد أفضل من مطار الملك سلمان المزمع إنشاؤه لاستيعاب تلك المحطة المقترحة، فيتحقق الربط بين المطار والقطار، وتدمج المنافع، ويعزز بعضها بعضاً كما سيخرج المحطات من وسط المدينة مما يسهل مشروعات إعادة التأهيل، علاوة على زيادة اتصالها بمراكز المدينة من خلال الاستفادة من شبكات اتصال المطار كمحطة المترو حال إكتماله وتشغيله قريباً، وغيره من مواصلات.

إن وجود هذه المحطة المركزية سيكون أشبه بوجود الدرة في واسطة العقد، وستكون معلماً مهماً من معالم النقل في السلسلة اللوجستية للمملكة ولمدينة الرياض تحديداً، كما ستجعل المسافر يسافر من القريات -آخر محطة في قطار الشمال- إلى الدمام بدون أن يغير مقعده، والسائح سيصل من أقاصي العالم إلى وجهته على امتداد سكة الحديد شمالاً أو شرقاً، بتغيير يسير، من الطائرة إلى القطار، بدون استخدام سيارة، أو تكبد عناء المشوار داخل المدينة وهدر الأوقات وزيادة الزحام، كما أن خط المترو المتصل بالمطار ترتفع جدواه بنقل المسافر الجوي ومسافر القطار إلى وسط المدينة، والكثير غير ذلك من الفوائد المتحققة من دمج المنافع.

وفي الختام أتوجه بالشكر والتقدير للحكومة الرشيدة جراء ماتبذله من جهود كبيرة في سبيل بناء هذا الوطن ورفاه ساكنيه، ولا أنسى شكر صحيفة صدى الغراء لإتاحة الفرصة لإبداء هذا الاقتراح، مع التمنيات بدوام التقدم والإزدهار.