هناك تساؤلات تطرح نفسها على استحياء ولأنها تساؤلات ” تفشّل” هناك من يعدّها ثرثرة مملة بلا فائدة يرجى نفعها، استغرق التفكير في طرحها في صحيفة صدى الالكترونية الرائعة وقتاً طويلاً.

فجاءكم (عمّكم والبلح) ولكن هذه المرة بلا بلح وحلّ محله(خثرودة) مملة، ولا تنسوا صلاة ركعتين بعد القراءة شكراً لله على وصولكم للسطر الأخير.

الخوف من سمات الانسان الفطرية، ولكن هناك حوادث تجلب القلق والتوتر منها على سبيل المثال:
1. إذا ناداني شخص ما وقال: تعال أريدك بكلمتين على انفراد.
2. صمت المرأة فجأة بعد حديث طويل.
3. فلاش “ساهر” وخصوصاً عند الإشارة وتحديداً عند الانعطاف لليمين، أو عند تجاوز الإشارة وهي صفراء يجلب كل القلاقل والشكوك لا أدري هو أنا المقصود أم هو شخص آخر تعيس الحظ.

بعد كلّ ” فلاش” مرعب أبدأ في محاسبة نفسي في أدق التفاصيل، وأيضاً أبدأ في جلد ذاتي، وأحياناً أطمئن نفسي أنني غير مقصود من وميض ” الفلاش “، وتحلّ بي الوساوس مدة أسبوعاً كاملاً، كلما رنّت رسالة نصية في جوالي أتخبّط وكأن بي مسّ من الشيطان وبعد أن أتأكد انها ليست من المرور تبدأ حياة باسمة في محياي، وأشعر بالارتياح، ولكن لا يرسخ هذا الارتياح إلا بعد مضيَّ أسبوعاً كاملاً.

“فلاش” ساهر مرعبٌ حقاً، عند كل ” لقطة” (تنحاس) مشاعري وأبدأ مع اليوم أو الليلة التي وقع بها الحدث بذاكرة مشوّشة.

فيا ترى القلق هنا من ” الفلاش ” تحديداً أو من دفع الغرامة أو بهما معاً؟!!

قبل فترة ذكرت تلك المعاناة في جلسة مع زملائي وكان من بيننا زميل عليه مخالفات مرورية بقيمة(49000) ريال، فأجاب ذلك الزميل على تساؤلي: ليست هناك مخاوف ولكنك جبان تخاف من دفع ” القروش” فسرحت مع رده المتهور وقلت: بيني وبين نفسي يا ترى لو يعلم الزميل هذا أنه لو قدّر الله عليّ بمخالفة- ولو واحدة- أتوتّر ولا أرتاح حتى أقوم بسدادها، فماذا سيقول عني؟!

قيل لحكيم: كيف نتعامل مع المخاوف؟
قال: استشعروا نعمة الأمن فلولا الخوف لتبلد الإحساس ولأصاب الناس الكسل والخمول.
وقيل له: ماذا نفعل إذا كنا خائفين من بُكرة؟!
فقال: ناموا ثم استيقظوا بعد بكرةِ.

لله درّ الحكيم يمتاز بالتصريف والتخارج السريع!!