عندما أراد أن يضع حداََ لأوجاع ركبتيه قرر هو وطبيبه أن يستبدلا مفصليه المنهكين من حوادث الزمان والمكان بمفصلين صناعيين (بكرتونيهما) تماشياََ مع الثورة العلمية الطبية المتقدمة ،كل شيئ يبدوغريباََ من وجوه مناضلي الطب إلى المكان المعقم النظيف بإسراف مروراََبحركة المناضلين التي تنبئ بحدث قد يبدو في ظاهره الخطر و في باطنه الروتين المنظم، يدخل المريض بسريره المخصص لمثل هذه المشاهد غرفة العمليات وفي داخلة مجموعة من علامات التعحب والاستفهام الصامتة إلى أن يستقر بسريره حيث الاحركة والاضحكات حتى ولو كانت مزيفة ليئتيه الرجل الأسمر المغلف بالبياض! بادره المريض بسؤال ليخفف من وطئة قلقه المحمود، ولينفذ نصيحة العارفين التي تقول عليك الا تستسلم الا إذا رأيت الطبيب المنتظر بأم عينيك وحواجبها!

هل أنت الدكتور؟

ليجيبه بنعم مردفاََ أنا طبيب التخدير، عليك بالهدوء والصمت حتى ننقلك لمكان المعركة! وذهب حيث أقرانه المتوشحين بالبياض، فزادت حيرت المريض الصامته وفكر لوهله ماذا لوأني جلست في بيتي ووسط ابنائي بضحكاتهم البريئه، وتابعت روتين الحياة المتعافي من ردهات العمل إلى البحث عن الفرح و الفكرة واسترحت من كل هذا الغرق ،ولكنه تذكر آية (ومن يتوكل على الله فهوحسبه)حينها استراح كثيراََ وقرر قبول التحدي، ليرفع رأسه قليلاََ ليلمح ممرضة عابرة وفي يدها أدوات طبية وبعض الأوراق المملة ليرجع رأسه متسائلاََ بصمت أيضاََ لما كل هذا التأخير المزعج، ليأتي الفرج الممزوج بالحذر ايذاناََ بالدخول لغرفة العمليات أو غرفة النجاح و عكسه ، متنبهاََ لضحكة طبيب في هيئته، ظن في البداية أنها ظحكة مطمئنة له من ويلات ماسيحدث ولكنه اكتشف أنه حديث في (الجوال) بينه وبين حبيبته أو عشيقته أو صديقه الممتلئ بأحاديث لا تنتهي، إلى أن وصل حيث موقع الحدث،واذا به يصطدم بأيادي المناظلين ليرفعوه من سريره إلى سرير آخر اضيق مساحة واشد ازعاجاََ لاأدري حقيقة لما هذا الضيق الا يكفي هذا المسكين الذي ربما بنتقل من الدنيا ولا يستقر إلا في قبره المملوء بالضيق! وعندما استوى على سريره الموحش رفع بصره ليجد صحن غريب فخيٓل له أنها القاضيه!

عندها استسلم وتمتم بأن لامناص اليوم،وسمع من يناديه من الخلف ليس بإسمه بل يااستاذ فأضمر في نفسه الغضب وتمتم بكلمات مفادها ألم يجد هذا المخلوق مايناديني به غير (يااستاذ) الفارسية الأصل المُجلة المعنى لإنها تطلق على ( معلم الحياة)وكانت أمنيته أن يصبح قاضياََ كما تمنت جدته ذات يوم جميل!مبادراََ اياه بإني طبيب التخدير وأريدك أن تحسن الاستماع لتعليماتي وكأن صاحبنا مكلف بعمل من مديرلايعترف بالخطأ حتى ولو سمع مقولة من لايخطئ لايعمل ألف مرة إلا في هذه المهمة لإن الخطأ فيها قد تكون النتيجة موت أوشبهه، غرس طبيب التخدير ثلاث إبر متواليات إلى أن تم القضاء على نصف صاحبنا ربما مؤقتاََ!

أما نصفه الآخر فقد استسلم لما سيحصل، يسمع بين الفينة والأخرى عند رأسه ذات الوشاح السماوي تارة تطمئنه وأخرى تتأكد أن الضغط في أحسن حال،تبدأ أصوات المشارط والمقصات وأداوات الحل بالدوي إيذاناََ ببدأ العملية،الطبيب المتميز المتواضع يراجع مع الطاقم المناظل كل صغيرة وكبيرة، يخيل للمستسلم أنه في ورشة للسيارات لا تنقطع من الزبائن من أنواع الطرق والحفر والتجبيىر ليهمس بكلمة يغلبها النوم بما هذا ليطلق الطبيب ضحكة حانية قائلاََ استرح سيكون كل شيئ على مايرام، تتوالى الساعات والجميع في حركة دائبة باستثناء المريض المستسلم للقادم، أمامن في الخارج فالقلق يأخذ الحصة الأوفرفالدقائق تمر ببطئ شديد فالأم زاد قلقها على مابها من مرض من أجل هذا الإبن المحاط بالحياة والاحياة، والشقيق الأكبر صاحب القلب الرحيم ينتظر عند باب العمليات تارة وعندباب الدعوات تارة أخرى، وفي اطراف المدنية شريكة حياته تنتظر وكلها أمل ودعوات بإن الشريك سيتسمر بالمشاركة ولوإلى حين،وحينما أراد الفرج أن ينطق كلمته ترجل الطبيب المداوي عن صهوة عمله الجبار معلناََ النهاية بنجاح، حينها أيقن هذا الإنسان أن الإنسان قد يغير حياته مشرط!