أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2023 شهد تحطيمًا للأرقام القياسية فيما يتعلق بدرجة حرارة الأرض وارتفاع مستوى سطح البحر، وما صاحب ذلك من طقس متقلب خلف آثارًا من الدمار واليأس.

وقال المسؤول عن مراقبة المناخ العالمي في المنظمة، عمر بَدّور، إن درجات الحرارة على مستوى كوكب الأرض “سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا” حيث بلغت الزيادة 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وأكد أن ما يثير القلق أيضًا بحسب ما ورد في التقرير عن حالة المناخ العالمي هو تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر الأمر الذي يشكل “خطرًا على الأراضي المنخفضة والجزر”، مشيرا إلى تسجيل “انحسار كبير” في الأنهار الجليدية، وأرقام قياسية فيما يتعلق بحرائق الغابات.

وأكد أنه لم يعد هناك الكثير من المجال لمناقشة المناخ أكثر مما يجب، بل يجب الآن الانتقال إلى مرحلة الفعل”، مشددًا على ضرورة مواجهة آثار تغير المناخ بأساليب “عصرية وجديدة.

ودعا إلى زيادة التمويل للدول الأكثر عرضة لظواهر الطقس المتطرف وخاصة الدول النامية التي لم يكن لها دور كبير في هذه الانبعاثات، ولكن أصبحت الأكثر تضررًا من تلك الظواهر بما فيها الفيضانات، والحرائق، والموجات الحرارية، والجفاف.

وأوضح أن هذا العام سجلت الحرارة على مستوى الكوكب رقمًا قياسيًا جديدًا بعد الرقمين القياسيين الماضيين في 2016 و2022، والملاحظ أن هذه الأرقام القياسية بدأت تُسجَل منذ شهر يونيو ابتداءً بارتفاع قياسي في درجة حرارة البحر وخاصة المحيط الأطلسي، ثم انتشرت على مستوى الكوكب، ونسجل حاليًا ما يناهز 1.4 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهذا مؤشر مهم، لأن اتفاق باريس للمناخ ينص على عدم تجاوز مستوى 1.5 درجة مئوية، هي سنة واحدة، ولكن هو مؤشر على أننا لسنا بعيدين عن هذه العتبة التي اتفق عليها الجميع في اتفاق باريس.

يذكر أن مستوى سطح البحر شهد ارتفاعا فمستوى سطح البحر أصبح يرتفع تقريبًا مرتين، مقارنة مع بداية تسجيل منسوب سطح البحر عبر الأقمار الصناعية منذ عام 1993، وهذا يشكل خطرًا على الأراضي المنخفضة والجزر.