بتاريخ الجمعة 19 ربيع الآخر 1445هـ 3 نوفمبر 2023م نشرت احدى صحفنا ما تفضل به المتحدث الرسمي باسم وزارة البيئة والمياه والزراعة صالح بن دخيل عن تحقق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات والانتقال الى مرحلة التصدير مشيرا إلى اعتماد ضخ استثمارات جديدة في قطاع الدواجن بـ 17 مليار ريال؛ لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن من 68 % إلى 80 % كمرحلة أولى إلى جانب إصدار تراخيص لـ120 مشروعًا جديدًا لإنتاج الدجاج اللاحم، و30 مشروعًا لإنتاج بيض المائدة لتحقيق الوفرة وأن الوزارة تعمل على رفع نسب الاكتفاء الذاتي من الفواكه المحلية —الخ

بصفتي من المتابعين لمنجزات تلك الوزارة فسأعقب على هذا الموضوع بما أطمئن على موافقته للواقع وبداية فحسب علمي أنه في عام 1397 هـ الموافق 1977 م تأسست أول شركة (دواجن الوطنية) لتلبي جزءاً من حاجة المواطن والمقيم في المملكة وقد وقد سبقتها مزارع دواجن فقيه عام 1380هـ في مدينة الطائف وتعتبر الوطنية إحدى أكبر الشركات في قطاع الدواجن في العالم.

وتصل حصة الوطنية من أسواق منطقة الخليج العربي إلى 40 بالمائة، أقف هنا وأقول ان حصة الوطنية من أسواق الخليج تصل الى 40% بمعنى ان الشركة تصدر من منتوجاتها الى بعض من دول الخليج اليس وطننا أولى من جيراننا فكيف يسمح للشركة بالتصدير ونحن نعاني من عدم الاكتفاء الذاتي ومن ثم كيف يسمح لهذه الشركة بالتصدير وتتخلي عن جزء من تسويقها بالداخل لدجاج كنتاكي ليغرق اسواقنا وكم قرات من تذمر منتجي الدواجن من المستورد ومضايقته للمنتج المحلي ويباع بأسعار تقل عن أسعار انتاجنا ربما لما تحصل دواجن المستورد من تسهيلات من مصادرها ومن مستورديها والأمر الآخر اذا كان قد مضى على اول شركة (الوطنية) اكثر 49عاما وبعدها توالى انشاء الشركات الأخرى حتى اليوم دون ان نصل الى ال69 %.

فمتى سنكتفي ذاتيا وبهذا المسير اجزم اننا سنمضي 49 عاما أخرى دون ان نكتفي ما دام ان كنتاكي موجود في بلادنا بخلاف الإنتاج البرازيلي والفرنسي والتكساسي يعني ان لدي شك بان ليس هناك جد للوصول الى الاكتفاء الذاتي بدليل تلك النسبة المتوقعة للوصول بالاكتفاء الى 80% وحسب تقديري ان توفرت تلك النسبة قبل اكتمال القرن الخامس عشر فسنكون سعداء وأخيرا أين دور وزارة التجارة وحماية المستهلك عن هذا الإغراق فهما المسئولتان عن هذا الوضع المؤلم (الإغراق) ولكن متى يجد الجد وتزكو النفوس ننتظر.