قال الخبير المناخي زياد الجهني، إن التغير المناخي يهدد العالم بشكل عام والجزيرة العربية بشكل خاص، مشيرا إلى أنه يمكن من خلال بعض التحركات السريعة التقليل من مخاطره.

وأضاف الجهني: “حدث نشاط غريب و متزايد في بحر العرب بالسنوات الأخيرة مقارنة مع السنوات الماضية،بدأ هذا النشاط يتزايد بالعقدين الماضيين و بلغ ذروته في خريف عام 2015م،حيث حدث نشاط كبير ونادر ببحر العرب”.

وتابع: “تمخض عن هذا النشاط ولادة إعصارين من الدرجة ال3 و ال4 ببحر العرب”توجهت لخليج عدن”مع تشكل عاصفتين مداريتين،أيضاً شهدت المنطقة موجات مدارية رطبة بصيف عام 2020 و 2021 و 2022م غير معهودة،من ناحية القوة والاتساع”.

وأضاف: “حيث تعمقت الرطوبة المدارية و رياح المونسون لعمق الجزيرة العربية،لتهطل أمطار صيفية بغير وقتها على نجد و القصيم و غيرها من المناطق،فما سبب هذا النشاط المتزايد ببحر العرب؟،و ما تأثيره على المنطقة بشكل عام؟”.

واستكمل: “ما يحصل من تغيرات مناخية بعد مشيئة الله تعالى هو ناتج من الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون و الميثان،حيث تتراكم بأعلى الغلاف الجوي و تقوم بحبس أشعة الشمس المنعكسة من الأرض،لتعيدها مجدداً للأرض حيث تبدأ درجات الحرارة بالزيادة أكثر و هذا ما يسمى بظاهرة “الاحتباس الحراري”.

وأضاف: “حيث يتسبب الإحتباس الحراري بإرتفاع درجة حرارة الكوكب،ومعظم هذه الحرارة تمتصها المحيطات و البحار بنسبة تبلغ أكثر من 90%،و هذا ما يؤدي إلى إرتفاع درجات حرارة البحار والمحيطات،هذه الطاقة الحرارية الزائده،تؤدي لزيادة تكون الأعاصير والعواصف المدارية”.

وتابع:”لذلك لاحظنا تزايد الأعاصير و تزايد شدتها وقوتها ببحر العرب،حصل هدوء مؤقت لنشاط الأعاصير و العواصف المدارية ببحر العرب في العامين الماضيين نتيجة ضعف مؤشر قطبية المحيط الهندي “IOD” و هو من المعتاد أن يضعف في فترة سنوات ظاهرة “النينا” في المحيط الهادئ”.

وأضاف: “لكن مع عودة ظاهرة (النينيو) بالمحيط الهادئ هذا العام 2023م و بقوة ،فمن المتوقع أن يبدأ مؤشر قطبية المحيط الهندي بالتحسن بشكل تصاعدي،و يبدء الاحترار بالتزايد أكثر بمعموم المحيط الهندي،ليعود نشاط الأعاصير والعواصف المدارية ببحر العرب بشكل أكبر”.

وأكمل: “تتوقع نماذج التغير المناخي بعيدة المدى التابع لي “IPCC”،بأن الخصب و الأمطار ستزداد بشكل أكبر عام بعد عام على عمان و الإمارات و اليمن و عموم جنوب الجزيرة العربية (و سوف تتعمق شمالاً لاحقاً) كلما زاد الإحتباس الحراري قوة”.

ولفت إلى أنه وبشكل عام و بحسب ما تتنبأ به النماذج فهناك سلوك واضح ،حيث كلما ارتفع متوسط درجة حرارة الكوكب كلما زاد الخصب لدينا بشكل أكبر و بعلاقة طردية واضحة، متسائلا: “فهل نرى تغير جذري للمناخ في المستقبل،بحيث فعلاً يصبح لدينا موسم مطير يمتد لفترات طويلة؟”.

وأشار إلى أن هناك حراك على المستوى الأقليمي و كذلك الدولي،لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية و التصدي لها،حيث أطلقت عدة مشاريع مختلفة.