بعد يومٍ شاق وطويل من العمل، رجعت إلى منزلي، تغديت، أخذت دُش سريع
ركضت إلى أريكتي ” Lazy Chair”

أخذت هاتفي وبدأت أتنقل من برنامج إلى آخر
كعادتي زُرت صفحة أ.د عبدالله الغذامي على تويتر، تفقدت بريدي الإلكتروني، وقرأت رسائل الواتس آب المُتراكمة

فأنتقلت إلى البرنامج ذو الأيقونة السوداء التي تفوق سواد قلب أعدائي، فإذا بي!!!
وقعت على فيديو لقناة يعرض مقطعًا لفيلم عربي من زمن الأربعينيات للقرن الماضي لرجل ابن بلد، شنبه خاطط، طويل وعريض المنكبين، مُرتديًا لباس العُمدة، رجلًا يهابه الرجال نهارًا، وهو يهاب النساء ليلًا “ينقط” راقصة بأحد الحفلات ماطرًا، مغدقًا عليها بالمال، مُقطرًا على زوجته ينهرها لمجرد طلبت منه ١٠ قروش حق السمنة البلدي من البقالة

معنى “ينقط” أي رجل يغدق بماله ويمطر به الراقصة بالورق النقدي

أخذت أتنقل من فيديو إلى آخر حتى وقع بين يداي بث مباشر لامرأة بالغة عاقلة، في العقد الثالث من عمرها بعنوان “يللا نتمكيج ونحش” شدني العنوان وأثار فضولي فألتحقت بالبث

فإذا بي أجدها تتمكيج ومستضيفة رجل صورة عرضه “ناقة”، يتحدث معها، وعندما تغني أو تغمز يقوم بإهداءها نقاط هو والمتابعين…

لحظة!!!!
لحظة من فضلكم!!!
ألا يذكركم ما ذكرته بمشهد تنقيط العمدة للراقصة؟؟؟

نعم!
أي والله
ففي زمننا هذا تطور التنقيط بدلًا من الإمطار بالمال ورقيًا تحول إلى الإمطار و “التنقيط إلكترونيًا”

يا الله، شيء مُحزن
تخيلت رجال العرب المشهورين بالهيبة، والرزة قديمًا كيف تحولوا اليوم إلى أشباه رجال يحضرون بثوث مباشرة لإمرأة تتمكيج وتتغنج

وكلما قدمت لهم تغنجت، و زادت في الغمز، وكلما مالت بصوتها زاد تنقيطها إلكترونيًا وزاد تشجيعها لهم بذكر أسماؤهم وصورهم الوهمية والمزيفة

كلي تأكد تمام التأكد إذا عملت مقابلة مع زوجة هذا الرجل المُغدق عليها “التنقيط إلكترونيًا”
لوجدتها محتاجة للكثير والكثير من طلبات للبيت، ومأجل موعد طبيبها، ومأخر موعد تطعيمات ابنته

سبب ظاهرة “التنقيط الإلكتروني” هو بخل الرجل وتقطيره على زوجته، وحرمانه لعائلته تسبب في هذا الخلل الوظيفي

حيث أن:
جُبل الرجل للصرف، والبذل، والعطاء، والقوامة بالنفقة، فعندما بخل وقطر على عائلته حصل لديه خلل وظيفي فوجه عطاءه وبذله في الاتجاه “الخاطئ”، وأعطاه لإمرأة غريبة تتغنج

أمثاله يعاني عادة من “نقص في تقدير الذات” فعندما تنادي اسمه علانًا على البث المباشر يحس بالنشوة والانتصار فيغدق عليها وينقطها

وكلما تغنجت الظاهرة على الشاشة ببثها المباشر ونادت اسم “المنقط” الوهمي المزيف كلما زاد “تنقيطه” لها

ففي الآونة الأخيرة قرأت خبر عن خسارة عريس لقرض زواجه بسبب “تنقيطه” لهكذا إمرأة

يا أمة محمد ما بالكم؟
يا أمة محمد على رسلكم؟
يا أمة محمد الهوينة الهوينة

العلاج
١. أستثمر طاقتك في العطاء وحولها نحو زوجتك وأبناءك
٢. تصدق لكي يبارك الله لك في مالك وعائلتك
٣. أستمتع بمجهودك مع أسرتك، بدلًا من إهدارها في إمرأة شحاذة تعتاش على “التنقيط”

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم