بعد أن يتقدموا في السن وببلغوا من العمر عتيا , وتنحسر عنهم الأضواء , وبعد أن يحققوا الكثير من البطولات .

نجد أن الكثير منهك يترجل ويعتزل الكرة , أو يلتحق بالجهاز الفني أو الإداري وغالبا لا يحالفهم النجاح .

لأن هناك فارق كبير بين من يقوم بتسجيل الأهداف ومن يشاهدها . البعض منهم يكابر ويستمر في اللعب , وغالبا لا يساعدهم عامل السن ولا حتى لياقتهم البدنية على تقديم الحد الأدنى من العطاء المأمول منهم .

وبالتالي تجدهم يلعبون على الواقف , أو في الشوط الثاني , أو لبضعة دقائق من المباراة , أو تجدهم يجلسون على دكة الاحتياط طوال الموسم الرياضي (كومبارس) .

قد يلعب عامل الخبرة دور كبير في إحرازهم هدف أو حتى صنع هدف واحد في كل عدة مباريات . ولكن عامل الخبرة لا يكفي للتغلب على حيوية وعنفوان وحماس الشباب الصاعد , الشيء الوحيد الذي يشترك فيه جميع اللاعبين الكبار في السن , هو اللعب في نهاية المطاف مع الأندية المغمورة ، كما هو الحال مع رونالدو (النصر) , وميسي (ميامي) الأمريكي ، ومن قبل بيليه (كوزموس) الأمريكي والقائمة تطول .

في الأندية العالمية قد يتم شراء اللاعبين العواجيز من أجل الدعاية والإعلان والتسويق (البيزنس) , ويتم استرداد التكاليف وتحقيق الأرباح من العائد التجاري للأندية والرعاة والبث التلفزيوني والتذاكر .

الأندية العالمية تقدر قيمتها التسويقية بالمليارات , والأرباح غالبا ما تكون بمئات الملايين . وأيضا هذه الأندية تجدها مرصعة بالنجوم العالميين الصغار في السن .

ولكن ما الذي يدفع الأندية المغمورة في قارة آسيا إلى شراء اللاعبين العواجيز وبمبالغ تفوق جميع الإمكانيات المتاحة لها .

هل هو عامل الشهرة ؟! , علما بأن قيمة هذه الأندية التسويقية والعائد التجاري بالكاد يمكن هذه الأندية من الوفاء بالحد الأدنى من التزاماتها (الرواتب) .

حتى المساعدات التي يقدمها أعضاء الشرف غالبا ما يكون لها مقابل (النفوذ) . والذي غالبا ما يكون على حساب مصلحة الفريق .

الغريب قي الأمر أنه في الوقت الذي نجد فيه أن الاتجاه العام لدى الأندية الأوروبية وحتى المنتخبات , تتمثل في الاستعانة باللاعبين من قارة إفريقيا وآسيا , ويتم اختيار اللاعبين الصغار في السن وفي مقابل مبالغ مالية متواضعة , نجد أن الأندية في دول العالم الثالث تستعين باللاعبين الكبار في السن والذين انتهت صلاحياتهم منذ سنوات .

اعتقد أن الحل الأمثل للأندية يكمن في الاستعانة باللاعبين الأفارقة والأسيويين الصغار في السن والذين يتنظرهم مستقبل واعد , وهذا بدوره يتطلب من الأندية البحث عن المواهب في القارتين (الكشافة) .

أخيرا قد يتحول النجم العالمي من نعمة إلى نقمة على فريقه . من خلال قيامه بالتدخل في الشؤون الإدارية والفنية , بل قد يتحول إلى عنصر طارد للنجوم في النادي وحتى المنتخب .

ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان قي لقائه مع اللاعبين قال : أن النادي أكبر من أي لاعب ويقصد بذلك اللاعب “مبابي” الذي تحول إلى طاقة سسلبية طاردة للنجوم . عامل الشهرة وتاريخ اللاعب لا يكفي ولا يبرر شراء اللاعبين بمبالغ فلكية , العالم لن يتابع هؤلاء اللاعبين أبدا .

عشاق الرياضة في العالم دائما أنظارهم تتجه نحو أندية ومنتخبات القمة في أوروبا (ألمانيا , فرنسا , بريطانيا , إيطاليا , إسبانيا) فقط , والبقية في جميع القارات مجرد تفاصيل (تكملة عدد) .