يتكرر تناقل بعض العبارات بوسائل التواصل والحديث بالمجالس، من جهلة العلم ورويبضة هذا الزمان للدعوة الى تزهيد المسلمين في الشعائر الدينية التي يظهر بها شعائر الإسلام ويتميزون بها، وكأنهم وكلاء العباد على آداء هذه الشعائر.

فيناصحون المُضحي لأداء الأضحية بأن يعمل عملاً يشمل نفعه للمسلمين أفضل من أضحية تؤدى بوقت وزمن محدد لنفع منفرد.

إن تناقل هذه العبارات كقول بعض الناس: (لقمة في فم جائع أفضل من بناء ألف جامع) و(التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها) و(أُتركوا الطواف حول الكعبة وطوفوا حول الفقراء )!! ومن يطلق مثل هذه العبارات يجهل قائلها حقيقة الدين وتشريعاته وأحكامه وأولوياته، يجهل ما أمرنا الله به وإن كان يعلم فهو عدوا للإسلام.

سؤالي من بقلبه الإسلام والإيمان والإحسان إلى الداعي للزهد في شعائر الإسلام، ولمن يدعوا بانشغالنا عن شعائرنا!!

لماذا الاهتمام بالمقارنات بين شعائر الإسلام؟ مالبعد الذي تسعى إليه هل أنت عدواً لله أو مرسول من إبليس للتظليل!!

لماذا تقارنون بين عبادتين كلتاهما ذات فضل وكأنه يُراد بالمسلمين أن يتركوا كل شيء ويهتموا بعبادة واحدة!!

سؤالي إلى الداعي للزهد في شعائر الإسلام!!

لماذا لا تترك التدخين وكوب قهوة الصباح وتتبرع به لبناء مسجد أو لمحتاج، فلو انفقت كل يوم 50 ريال نهاية الشهر سيكون الإجمالي 1500 ريال فكم مسجداً ومحتاج سينتفع!!

لماذا لا تُقلل من مشتريات الكماليات؟ وتطوف بقيمتها على الفقراء، فلو انفقت 100 ريال على الكماليات يومياً فالمجموع 3000ريال بالشهر فسوف تسعد المحتاج والفقراء!!

لماذا تشتري سيارة فارهه أو ملابس وعطورات غالية أو استئجار استراحة أو قاعة أفراح بثمن باهظ، اليس من الواجب بأن ندفع قيمة ذلك على الفقراء والمساكين؟! لماذا ولماذا و لماذا ؟!

أيها العقلاء من المسلمين

إن هذه العبارات التي تدعو للزهد تُدبّر لنا بالليل ممن يكيدون الظلال لهذا الدين، لتخرج نهاراً على المسلمين، فيتلقفها العامة والجهلة والسُذّج الذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها، ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم لشعائر الإسلام.

وخلاصة الرد على أهل الظلال والعداء لشعائر الإسلام:

لو أن رجلاً استضاف جمعاً من أصحابه أو أقاربه ودعاهم للغداء أو العشاء وذبح لهم ما يسر الله من الغنم أو الإبل سيراه من الكرم والواجب، بينما القيام بشعيرة الأضحية يستثقلها ويجد حكمها مخرجاً عن أدائها، فهي سنة مؤكدة على الراجح من أقوال الفقهاء.

فيا أيها المسلم العاقل الحصين أحرص وحافظ على هذه الشعيرة، ولا تلتفت لهذه الدعوات التي تريد نفي شعائر الإسلام وإذهابها من الوجود، والرد على من يقول أيهما أفضل شراء أضحية وذبحها، أم توزيع مبلغها على الفقراء، الجواب قول الله تعالى ﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.