إنسان يصعب تصليحه، يرى كل الأمور بنظرة سوداوية، تكاد أن تسقط في دائرته إن لم تتعامل معه بحذر!

يشعر أن كل شيء انتهى، وأن الناس كلهم سبقوه ولم يعد الوقت كافيا لأن يلحق بركب الحياة، وإن حاولت أن تخرجه من ثقبه الزمني الأسود يجرك إليه جرا فهو قابع في سنوات الماضي ويرى الناس ينطلقون من حوله ويردد: “لقد فات القطار لقد فات القطار” ويرى الناس تحاول أن تمسك بيده ليخرجوه فيجدونه يسحبهم معه للأسفل مما يضطرهم لإفلات يده!

هو محطم من الداخل لذلك لا يريد أن يرى إلا الأشياء المحطمة، لا يريد النظر للأمور بإيجابية، ويعتقد أن الناس أخذت نصيبها من الدنيا وأن هذا نصيبه، فيصيب من حوله بالعجز والكسل والضعف!

تحاول اصلاحه فيواجهك بكل الخيبات التي حصلت له، تحاول اصلاحه يواجهك بأن الوقت قد انتهى عليه! تحاول اصلاحه فيحاول سحبك لدائرته المظلمة الموحشة بكل ما أوتي من قوة!

هو لا يريد منك اصلاحه ولا يريد منك توجيها فهو محطم من الداخل، هو يريد منك أن تمضي الوقت معه بحديث ممتع مشترك، بلعبة بلاستيشن معترضة، بصكة بلوت حماسية، هو يشكرك على محاولة اصلاحه ولكنه لا يريدها لأنه محطم من الداخل.