في يوم الثلاثاء الماضي انطلقت في واجهة الرياض فعاليات الإسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان” الذي تنظمه هيئة التراث .

مع التوجه العام للمملكة في تنشيط السياحة الداخلية , تزداد الحاجة إلى دعم قطاع الحرف اليدوية الذي يكاد أن يندثر .

هذا القطاع يعتمد على الأيدي العاملة المحلية الماهرة , ولكن للعامل الوراثي دور كبير في ذلك حيث أن بعض الحرف تتناقلها الأجيال .

المواد الخام التي تحتاجها هذه المهن متوفرة محليا , أو يمكن سد النقص من خلال إعادة التدوير .

ولكن أهم مشكلة تواجه هذا القطاع تتمثل في أن صناعة هذه الحرف تتم بالجهود الذاتية الفردية وبالطرق التقليدية البدائية , وليس من خلال عمل مؤسساتي مبني على التخطيط والدعم والمساندة .

ناهيك عن النقص في التمويل والضعف في الدعاية والإعلان (التسويق) , وغياب عنصر الأمان (المستقبل) لذلك لا غرابة في أن العديد من المهن الحرفية قد بادت بعد أن سادت أو تجد بقية منها ما زالت في المتاحف .

الحرف اليدوية لا تشمل فقط المشغولات المعدنية والجلدية والنسيج والخشب والفخار .. الخ , بل تمتد كي تشمل المأكولات والتراث الشعبي , المملكة تتمتع بالكثير من المزايا التي تعد عنصر جذب سياحي , مثل (التنوع) في التضاريس والعادات والتقاليد والتاريخ والتراث (الثقافة) , والأهم من ذلك كله الجانب الديني الذي يمكن له أن يهيمن على بقية الجوانب الأخرى لو تم استغلاله على الوجه الأمثل .

المهن اليدوية يمكن لها أن تساهم في توفير الكثير من فرص العمل , وتعد مصدر دخل وبالعملات الصعبة .

البداية لا بد أن يتم افتتاح معاهد مهنية لتعليم الحرف اليدوية في كل منطقة وبإسلوب علمي وتكون حصرا على المواهب , بعيدا عن الاجتهادات الفردية , وأيضا لا بد من إدخال التقنية من أجل الجودة وزيادة الإنتاج والمنافسة , وأيضا لا بد من افتتاح منطقة صناعية خاصة بالحرفيين بعيدا عن التجمعات السكنية (ألورش) , ومن الافضل إلى جانبها أن يتم افتتاح قرية تراثية أو سوق تجاري لتصريف المنتوجات والمأكولات الشعبية وتقام فيها العديد من الأنشظة والفعاليات التراثية .

بحيث تكون وجهة سياحية للزوار من الداخل والسياح من الخارج لكل قرية يجب ان يكون لها طابعها الخاص الذي يتناسب مع ظروف الزمان والمكان وتتماشى مع الفن المعماري لكل منطقة .

كل منطقة لها طابع خاص يميزها عن غيرها , في المناطق الساحلية نجد أن ثقافة البحر حاضرة وبقوة , بينما في المنطقة الغربية حيث توجد الأماكن المقدسة , نلاحظ أن البعد الديني يطغى وبقوة وقس على ذلك بقية المناطق .

منطفة مكة المكرمة والمدينة المنورة يمكن التركيزعلى الأعمال اليدوية التي يقبل الزوار من المعتمرين والحجاج على شرائها , مثل السجاد والسبح والمجسمات التي تمثل الكعبة المشرفة والمسجد النبوي وجبل أحد وغار حراء .. , والمشغولات الذهبية والفضية والنحاسية .

الملاحظ أن معظم المنتوجات اليدوية المتوفرة في الأسواق مستوردة من الخارج وبالذات من الصين وتفتقر إلى الجودة , وبالتالي فلا بد من توطين هذه الصناعات . ومن إعفاء هذه المهن من الضرائب والرسوم والحماية الجمركية (المنافسة) وأن تمتد مظلة التأمينات الاجتماعية كي تشمل العاملين في هذه المهن .

والأهم من ذلك كله لا بد من حماية هذه الحرف اليدوية والتراث الشعبي , من خلال تسجيله في منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) , حتى لا يتم السطو عليه من بعض الدول الأخرى .