لطالما كانت هاتين الكلمتين في صراع بعالمنا، من ينظر ومن يطبق!

ويرى من ينظر أن الناس الذين يرفضون كلامه سذج وفيهم حماقة وربما يلحقهم بعض الكبر لعدم الاستماع للتنظير الذي يقوم به، وهنا أتحدث عمن ينظر فقط وهو خارج الأسوار ولا يعلم الأسرار، كما يرى بعض ونركز على كلمة بعض من يطبق (أي عمل كان) جهل كل المنظرين بواقع الأمر وأنهم يتحدثون من أبراجهم العاجية وأن بعض ممن ينظر ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.

نتحدث هنا عن قطبين لابد لهما أن يعلموا منطقة الوسط بين التنظير والتطبيق، فلا ينفك أحدهم عن الآخر، والناجح من يستعمل النظرية ويحاول تطبيقها، ولا يلزم من التطبيق أن يطبق النظرية بحذافيرها بل يطبق جزء منها كلما استطاع حتى يصل لنقطة الكمال، والذي يفعل ذلك هم من نسميهم رواد أينما كانوا، فهم لا ياخذون الأمور بالكلية ولا يتركونها بالكلية، ولديهم ميزان يحسنون استعماله، لا أسلبك حقك في التنظير نظر ولكن دون التقليل فيمن يطبق ولا أسلبك حقك في التطبيق طبق ولكن لا تقلل من شأن النظريات، وكن في المنتصف وحاول جهدك بأن تصل للمعايير التي تناسب عملك وحياتك.