خلال ال (24) ساعة الماضية تعرض المجمع الرئاسي الروسي (الكرملين) إلى غارة بالطائرات المسيرة , ثم ما لبثت أن تعرضت منشأة نفطية روسية إلى غارة مماثلة .

يتزامن ذلك مع الاستعدادات الروسية للاحتفال بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية .

وفي نفس الوقت هدد قائد مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية بسحب قواته من مدينة باخموت الأوكرانية , نتيجة النقص في الذخائر والمعدات .

وقد شن هجوم كاسح على كل من وزير الدفاع الروسي “شيغو” , ورئيس هيئة الأركان المشتركة , بأشد العبارات النابية والجنسية ؟! . يا ترى ما الذي يجري في روسيا ؟! .

في البداية أوكرانيا نفت مسؤوليتها عن الهجوم بالمسيرات على الكرملين والمنشأة النفطية , الحقيقة أن الأمكانيات التقنية في أوكرانيا لا تسمح لها بشن هجوم بالمسيرات على موسكو التي تبعد أكثر من (1000) كم عن مدينة باخموت الأوكرانية , وبالتالي فإن هناك أطراف أخرى تعمل على تأجيج الصراع وليس من مصلحتها حسم الحرب (أمريكا) ، التي وحدها تملك من الإمكانيات التقنية ما يمكنها من القيام بهذا الهجوم .

الرئيس الأوكراني يعرف جيدا أن الهجوم على موسكو يعد بمثابة تجاوز لجميع الخطوط الحمراء .

وتركيا بدورها تدرك بأن تأجيج الصراع لا يصب في مصلحتها , وأن هزيمة أي طرف يعني انتقال الصراع إلى تركيا .

وبالتالي بدأت في تخفيض كمية المسيرات والذحائر التي تقوم بتزويد أوكرانيا بها , على أمل أن يتم حل الصراع سلميا .

لكن يبدو أن الغرب وبالذات أمريكا يعملون على تأجيج الصراع (الاستنزاف) .

التصريحات النارية لقائد فاغنر الروسية ضد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان لم يأت من فراغ , فهو لا يستطيع أن يرفع يدا أو يحرك قدما بدون ضوء اخضر من بوتين , فما بالك بالتهديد بالانسحاب من الجبهة ؟!

خاصة في بلد يحكمه بوتين بقبضة من حديد .

اعتقد أن هذه التصريحات أما أن تكون بمثابة فخ يتم نصبه للقوات الأوكرانية من أجل البدء في الهجوم المضاد (الكمين) , أو أن ذلك تم بإيعاز من بوتين من أجل الضغط على القيادة العسكرية من أجل التسريع في حسم الحرب .

لقد رأينا من قبل الهجوم الكاسح على وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان من قبل الرئيس الشيشاني قديروف (صبي بوتين) , ورأينا بعد هذه التصريحات التحسن الكبير الذي طرأ على أداء القوات الروسية على مختلف الجبهات .

اعتقد أن الرئيس الروسي سوف يقوم بإجراء تغييرات كبيرة في القيادات العسكرية في روسيا , سوف تشمل وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان , اذا استمر الأداء المتواضع للقوات الروسية أو بعد انتهاء الحرب .

وأن تصريحات قائد فاغنر ورئيس الشيشان قديروف تمهدان لذلك .

في الأمس صرح الكرملين بأن روسيا لا تمانع من أي اتصال مع أمريكا في حال كان ذلك يخدم مصالح الطرفين وبالذات روسيا .

هذا يعني أن روسيا مستعدة للتفاوض مع أمريكا من أجل تقاسم النفوذ (التنازلات) المتبادلة .

طبعا الضحية سوف تكون الدول التي تشهد حروب في الوكالة والتي يدعي كل طرف منهما أنه حريص على وحدتها وسلامة أراضيها , كما هو الحال في سوريا والسودان والعراق واليمن ..الخ .