مهم جدا أن يعرف الشخص أساليب التأثير والاقناع بشكل عام ولكن الأهم أن يعرف الاختلاف بين التأثير والاقناع والتلاعب النفسي فالتأثير والاقناع مرتبطان ببعضهم البعض وهما يعنيان إضافة أفكار حديثة لدى الشخص بهدف إقناعه في تغير السلوك أو المواقف ويتميز أسلوب التأثير والإقناع بأنه  أساس للعلاقات الاجتماعية الصحية بين معظم الناس .

كما أنه غير قسري فمن حق الشخص قبول أو رفض الأفكار الناتجة عن التأثير والإقناع  على عكس التلاعب النفسي فهو قسري تماماً  وهو حيلة غير مبررة يستخدمها المتلاعبون نفسيا بصرامة وتشدد لاكراه الطرف الآخر وحمله على القيام بتصرفات ومواقف أو جعله يشعر بشعور معين ليسهل السيطرة والتأثير عليه من خلال  احداث خلل في توازن قوته واستغلال عواطفه ويعتبر هذا التلاعب شكل من أشكال التأثير غير الشريف حيث يتم استخدامه على حساب الضحية بدافع خدمة الذات وهؤلاء الأشخاص الذين يمارسون التلاعب النفسي قد يكونون من الشخصيات المعتلة اجتماعيًا ولديهم عادات سيئة.

وقد يتم هذا التلاعب من خلال الشخصيات المضطربة كالشخصية النرجسية و الشخصية الحدية والشخصية المعادية للمجتمع والتلاعب النفسي سمة مميزة لهم وهم موجودون في كل مكان لذلك يجب أن يكون الشخص على دراية كاملة بكافة أساليب التلاعب النفسي من أجل معرفة كيف يسيطر المتلاعبون نفسيا على  ضحاياهم حتى لا يقع أحد ما فريسة لهم وسوف نتعرف فمايلي على ستة اساليب من أبرز أساليب التلاعب النفسي  الشائعة وهي:

السخرية المؤذية: يمتلك المتلاعبون شخصيات سامة ويحبوا أن يقللوا من قدر وشأن ضحاياهم عن طريق اطلاق الدعابات الشرسة والاستهزاء والسخرية منهم أمام الناس من أجل أن يشعروهم بشعور الدونية في مقابل التعظيم من مكانة المتلاعب  والعمل ايضاً على التقزيم من قيمة وإنجازات ومواهب ضحاياهم من اجل توليد شعور وهمي بالرضا عن القصور العقلي والعلة النفسية الكامنة لديهم مما يجعل الضحايا مدمرين نفسيا ومعنويا الى أن يتولد لديهم شكوك تجاه أنفسهم في صورتهم الشكلية ومهاراتهم الحياتية التي كانوا يتقنونها من قبل .

إنكار الإثم: يشتهر المتلاعبون الذين ينخرطون في الإساءة والعدوان على الآخر بإنكار ارتكابهم للاخطأء من أجل تحميل الضحية مسؤولية سلوكهم السيء وهذا الأسلوب يجعل تعافي الضحية من ألم الإساءة شاق جداً.

استخدام رحلات الذنب: وهي إثارة الشعور بالذنب  في الضحية بواسطة المتلاعبين على سبيل المثال يبدأ بعض الوالدين بوصف أبنائهم بالعقوق أو أنهم تسببوا لهم في الأمراض عندما يجبرون أبنائهم على شيء لا يرغبون فيه ولا ينجحون في ذلك حتى يصبح الأبن مستضعف.

تقديم الإنذارات وضيق الوقت: يحرص المتلاعبون في مجال التسويق والأعمال على الضغط على الضحية من خلال إرغامه على اتخاذ قرار أو التفكير في وقت قصير جداً حيث أن ضيق الوقت يجعل الضحية تحت ضغط نفسي يدفعه إلى الموافقة قبل  أن يزن الأمور وبدون تفكير معمق وعقلاني في جودة القرار معتقداً أن الفرصة لن تتكر.

استعمال إشعاع الغضب والترويع: يعلم المتلاعبون أن الغضب والتخويف هو اسرع وسيلة  للسيطرة وصدم الآخرين فهي تجعلهم يخضعون ويستسلمون مجبرين على الرغم من بذلهم قصارى جهدهم لحماية نفسياتهم.

استخدام التهديد أو الإكراه: يحدث من بعض الأزواج أو الزوجات الذين يكون أحدهما متلاعبا والآخر ضحية فيستخدم المتلاعب تهديد الضحية لإجبارها أو إقناعها من أجل جعلها مطيعة لفعل شيء ما وأخذ شيء مهم منها وقد يشمل ذلك التهديدات بانهاء العلاقة إذا لم تمتثل الضحية لما يريد منها المتلاعب  والأبشع من ذلك أن التهديدات قد تتطور لتصل الى   الأذى الجسدي.

وهذه الأساليب الخطيرة جزء من سلوك المتلاعبين، ولن تختفي  هذه الظاهرة ولا هذه الشخصيات وهنا يبرز دور كل شخص بنفسه ليتعلم اساليب معاكسة تمكنه من حماية نفسه والوقاية منها من خلال معرفتها والتعامل معها بوعي وعدم التفاعل أو التأثر بها لتكون انت الصخرة التي ستحطم ترس هذه العلبة الوضيعة والمؤذية وتوقف عجلة المتلاعبين بالضحايا نفسيا عن الدوران.