أظهرت الدراسات أن العزلة الدائمة تعرضنا لخطر الأذى الجسدي بأكثر من طريقة؛ حيث توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة فيينا في النمسا وجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة إلى أن ثماني ساعات من الشعور بالوحدة يمكن أن تستنزف الطاقة وتزيد من التعب بقدر ثماني ساعات دون طعام لدى بعض الأشخاص.

ويبدو كما لو أن انخفاض الطاقة هو نتيجة للتغيرات في استجابة الجسم المتوازنة: نوع من العمل المتوازن، حيث يؤدي الافتقار إلى التواصل الاجتماعي إلى تفاعل بيولوجي.

وصرح معدو الدراسة الأوائل، عالما النفس آنا ستيجوفيتش وبول فوربس من جامعة فيينا في النمسا: “في الدراسة المعملية، وجدنا أوجه تشابه مذهلة بين العزلة الاجتماعية والحرمان من الطعام. كلتا الحالتين تسببتا في انخفاض الطاقة وزيادة التعب، وهو أمر مثير للدهشة بالنظر إلى أن الحرمان من الطعام يجعلنا حرفيا نفقد الطاقة، في حين أن العزلة الاجتماعية لن تفعل ذلك”.

وقارنت الدراسات السابقة الشعور بالوحدة بمشاكل الصحة العامة مثل السمنة، ما يشير إلى وجود خطر كبير للوفاة المبكرة بسبب العزلة الاجتماعية، فضلا عن اكتشاف دليل على وجود حلقة تغذية مرتدة، حيث يؤدي الافتقار إلى المشاركة الاجتماعية إلى تقليل احتمالية رغبتنا في الخروج إلى العالم وإجراء اتصالات – وهو نوع من دوامة الشعور بالوحدة التي يصعب الخروج منها بشكل متزايد.