منذ الإطاحة بنظام الفريق عمر البشير في السودان عام 2019م , والسودان على صفيح ساخن . احتجاجات مدنية متواصلة , تدخل دولي , عصابات سطو مسلحة , مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة .

لكن الأخطر من ذلك كله أن الإنقلاب العسكري أفرز قوة عسكرية خارحة عن سيطرة الحكومة المركزية , وذات بعد قبلي (الجنجويد) بقيادة حميدتي راعي الإبل الذي لم يدخل المدرسة (أمي) .

وهذا الرجل يمثل مشروع دولة داخل دولة , وله مصادر دخل مستقلة عن الدولة . في الداخل يسيطر على العديد من مناجم الذهب , وفي الخارج يتلقى الدعم من العديد من الدول .

وتحت إمرته ميليشيات تقدر بـ (150) ألف رجل (قوات التدخل السريع) .

يمتلك كمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة . وبدأ يتدخل قي بؤر الصراع الدولية ويرسل المرتزقة . طبعا الجيش السوداني كان يعي جيدا خطورة ما يحدث , وبدوره كان حميدتي قائد ميليشيا قوات التدخل السريع يعلم جيدا ما يتم تدبيره له . وبالتالي فالصراع بين الجيش السوداني (البرهان) الذي يمثل الحكومة الشرعية , وقائد ميليشيا قوات التدخل السريع (حميدتي) كانت مجرد مسألة وقت ليس إلا .

الصراع يجب أن يحسم لصالح الحكومة الشرعية بقيادة البرهان , وإلا فإن السودان سوف يتم تقسيمه بل وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ .

الدعوات الغربية لضبط النفس وايقاف القتال لا يعدو عن كونها وصفة سحرية من أجل تأجيل الحسم (الحرب الأهلية) .

علما بأن هذه الدول الغربية متورطة في الحرب في السودان . السودان الآن على مفترق طرق فأما القضاء على ميليشيا قوات التدخل السريع , وإلا ضياع هيبة الدولة وانزلاق السودان إلى حروب وصراعات دموية تتحول بموجبها إلى دولة فاشلة مثل الصومال (أمراء الحرب) ، وكل أمير يحكم منطقة بمعزل عن الدولة وبمباركة الدول الكبرى .