لم أتعود أن أكتب عن فنان لأنني موقن أن الموهوب سيفرض نفسه رغماً عن الأقلام والكلمات، ولكن عندما توقفت وشاهدت تجمع عشاق طلال حول تاريخه وخياله ذات ليلة ترفيهية تذكرت أني من العشاق بالرغم من عصيان قناعتي ومزاجي .

“طلال” يا أحباب ليس مجرد فنان أمسك بالعود وسرح بكلمات طربية والسلام.، ذاك المرحوم بإذن الله تلتقي في روحه جميع الحسنات، قيثارة الشرق مات على المسرح في ليلة كانت من أقسى الليالي وأحزنها حيث سُلبت أرواح العشاق بقية من أمل، فعندما يصدح ذاك الصوت ينتشي الورد بين يدي زارعه وأغراب كل من سمعها غناها حباََ لمطربها، والمقادير تبادله نفس الآهات حين تتمدد.

وعندما غنى رائعة “البدر” قصت ظفايرها زادها جمالاً وخيال وكأنها مسرحية بطلها طلال، عندما أحب الوطن لم يحب سواه بأغنية استقبله بعدهاوطنه بكل فرح وحب، لم ينسى يوماً تواضعه الجم فلا يرفص دعوة ليشدوا طرباََ حتى لوكانت هذه الدعوة مصحوبة بالصدفة في الشارع وبالمجان.

الناس تحب المتواضعين الأنقياء المبتسمين و”طلال” في قمة هؤلاء، عندما سمعه واحد من أصدقاء مجتمعنا “الحُمر” ذات مقطع فيديوذُهل واندهش وبقي عليه “تكه” ليعلن البكاء من شدة الإعجاب بصوته في عمره الفني لم يسبق أن أُستضيف في برنامج أو زاوية صحفية وتطاول على أحد أو سخر من فنان أو شبيه كما يفعل مهابيل الفن هذه الأيام.

قيثارة الشرق كما يحب عشاقه تسميته وهو كذلك فحنجرته تنساب جمالاً وعبقرية مذهله، صوت الأرض عشقه الكبير قبل الصغير على الرغم من الجنون الصحوي في تلك الأيام ولكنها ترانيم الحياة التي لايستطيع أحد أن يطفئ الراديو الذي ينتشي بتقاسيم أبو عبدالله.

كان رحمه الله يقبل كل مايعرض عليه حتى لو كان الشاعر أو الملحن لازالا في بداية الطريق ولكن صوت طلال الإعجازي يزين العمل ويدفعه إلى الأمام مهما كانت جودته. رحمك الله يا صاحب القلب الطيب.