الآجال تأخذنا عندما تحين أقدارها كما هي إرادة الله في هذا الكون الفسيح لعباده ، يسلينا فيها لطف الله عز وجل إيمانا منا بقضائه وقدره وقد تكون الآجال في مدونة.

المرض أو حادث سير او أزمة قلبية وموت فجأة هي الأيام محسوبة ساعاتها في كتاب الله ( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) ليس لنا من الأمر فيها من شيء سوى ما قضاه الله تعالى .

ولكنها الأنفس جبلت على التحليل والإدراك العاجز ( يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ).

الحمدلله الذي جعلنا مسلمين مؤمنين بقضاء الله وقدره ، يقول الله تعالي في كتابه ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) إنها مكاييل الموازين فيها الرابح والخسران فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية .

إن شهر رمضان تزفه البشرى إلينا مع غروب آخر يوم من هذا الشهر حتى عاد كالعرجون القديم .

اللهم بلغنا رمضان واجعلنا من الصائمين القائمين .

إنه شهر الخير والبركة فيه فسحة لمن أدركه أن يعيد حياته إلى فطرتها السليمة النقية وأن يغسلها بالتوبة والاستغفار حتى تكون النفوس عامرة بالإيمان والاطمئنان.

هناك وقفات تتجلى فيها الإنسانية بعظيم شعورها فنحن بشر يضنينا الفقد والأسى و يغلف نفوسنا الألم .

سكون في أول يوم للإفطار بعض الموائد داخل الأسر والعوائل فيها غصة يتجرعها التعب ويكون الترحم دموعا باكية بمقدار حبنا لهؤلاء الذين رحلوا عنا ،ستكون أماكنهم خالية إنهم آباء وأمهات وإخوان إن كل يوم تشرق شمسه أصافح الصبر والغصة بالدعاء والرحمة لأبي ولجميع موتى المسلمين .

هناك أنين وهناك أيتام في قلوبهم دماء تقطر على موائد الإفطار ، ستكون الموائد عامرة بالطعام ولكنها يتيمة . فالأماكن خالية من أصحابها انها الذكرى يلدغك إحساسها وأنت في غفلة ..

لقد عشنا زمنا طويلا نعده من أعمارنا فكان أبي منارة تتوقد في أيام رمضان بحركته وبقدوم رمضان يحيى أيامه وساعاته كم هي الأيام تنسل من بيننا وتأخذ من يكون قدره أن لا يكون معك في روحانية هذا الشهر الفضيل رحمك الله يا أبي تخطو بنا الأيام إلى أقدارها ، إن قلوبنا ترثيه بالدعاء كل يوم وكل ليلة.

مهما تحاملنا على أنفسنا صلابة إلا أن الجرح غائر تثيره المواقف والأشياء والذكرى .

رحمك الله يا أبي ورحم الله جميع موتى المسلمين.