في الكثير من الأحيان قد تجد البعض من الناس وقد بلغ سن الرشد , أو قد بلغ من العمر عتيا , ومع ذلك تجده في أفعاله وتصرفاته وعلاقته مع الآخرين لم يبلغ سن الرشد بعد , أو حتى أن قدراته الذهنية لم تتجاوز عقل طفل (أحلام العصافير) .

الحقيقة لو تأملنا في تاريخ هذا النوع من الناس (الضحايا) ، سوف نجد أنهم قد عاشوا في بيئة عائلية مضطربة (التربية الخاطئة) , سواء كان ذلك في المنزل أو حتى في المدرسة أو في ظل النظام السياسي المتمثل في الرأي الواحد (الإنغلاق) .

في المنزل وحتى سن السادسة من المفترض أن يتعلم الطفل ما يقرب من 80% من المهارات الحياتية . ومع ذلك تجد هذا النوع من الناس وخلال سنوات الطفولة لم يكونوا يعرفوا حتى الأمور الحياتية البسيطة , مثل التمييز بين الألوان ومعرفة أسماء الحيوانات أو حتى كيف يذهب إلى دورة المياه ؟! .

هنا نلاحظ أن العلاقة بين المجتمع (الأسرة) والمدرسة شبه معدومة .

والسبب في ذلك يعود إلى أن كل من النظام التعليمي والاجتماعي لا يدركان طبيعة هذه العلاقة العلاقة ومدى أهميتها في حياة الطفل .

أحيانا تجد الكثير من الطالبات تأتيهن العادة الشهرية ولا يعرفن كيف يتصرفن , أو يأتين إلى المدرسة دون أن يلمس الماء وجوههن ، أو يمشطن شعورهن .

تجد بعض الرجال والنساء يقضون وقت ليس بالقليل في اللهو بألعاب الأطفال ؟! .

إنهم يحاولون التعويض عن الحرمان الذي عانوا منه في سنوات الطفولة .

دعوا أطفالكم يعيشوا حياتهم ولا مانع أن يتم ذلك كله تحت رقابة الأهل .

التربية المتشددة (الإنغلاق) أفرزت ظاهرة الطلاب المتفوقين دراسيا والمتخلفين اجتماعيا .

يقضي الطفل كل وقته في الدراسة حتى في عطلة نهاية العام الدراسي , وكل هذا يتم على حساب الجانب الاجتماعي , تجده لم يحتك مع أقرانه ولم يتعلم من مدرسة الحياة شيئا , لا يعرف يتصرف عندما تواجهه أي مشكلة ، بل لا يستطيع ان يتكلم أو يدير أي حوار ( الارتباك) , وبالتالي تجدهم يفشلون في حياتهم العملية بل وغالبا الزوجية , لا فرق بينهم وبين الطلاب الناجحين أشباه الراسبين , بل نجد أن الطلاب أشباه الراسبين أقدر منهم على مواجهة التحديات الحياتية .

فرفقا بالأبناء واتيحوا لهم الفرصة كي يعيشوا حياتهم ويتدرجوا فيها , حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم .