نوادي السينما والمسرح بباريس تواجه خطر الإغلاق بسبب تراجع الإقبال .

طبعا هذا ينطبق على جميع دول العالم بدون استثناء .

طبعا تعددت الأسباب ولكن النتيجة واحدة (مرحلة الأفول) .

كما هو الحال مع الحكواتي , الأراجوز (مسرح العرائس ) , السيرك , الباليه , الفن التشكيلي , المذياع , التلفاز  ، لكل دولة زمان ورجال سادت فيه ثم بادت (سنة الحياة) .

لا أعرف إذا كان هناك أحد لديه متسع من الوقت كي يذهب ويشاهد فيلم أو مسرحية لمدة ساعتين أو أكثر .

ويحتاج إلى وقت أكثر من ذلك كي يعود إلى المنزل (المواصلات) , ناهيك عن اسعار التذاكر المبالغ فيها (الجشع) .

وفي النهاية لا جديد تحت الشمس , ما بين التهريج والكلمات النابية والبسط وهز الوسط التي يستمع إليها ويراها الرواد على خشبة المسرح , إلى الجرعات المكثفة من المشاهد الجنسية والشذوذ والعنف والجريمة في دور العرض السينمائية (الأفلام) .

من الذي سوف يفكر في اصطحاب أفراد أسرته إلى هذه الأماكن الموبوءة ؟! , قال فن قال عفوا رسالة !! .

في العديد من الدول تحولت فيها المسارح ودور العرض السينمائية إلى صالات للأفراح والمناسبات الإجتماعية والدعاية والإعلان بل وإلى متاجر ومخازن .

بل تم هدم العديد من دور السينما والمسرح وأقيمت مكانها الأبراج السكنية .

لا أبالع إذا قلت بأن السينما والمسرح سوف ينحسران في المستقبل القريب وفي أضيق الحدود (التراث) .

لم يعد نجوم الفن السابع يتمتعون بتلك المكانة والهالة والكاريزما التي كانت لأسلافهم .

دائما الفضائح تلاحقهم وحياة الترف والبذخ التي يعيشون فيها باتت تستفز الجميع .

لقد سحب نجوم الرياضة وبالذات كرة القدم البساط من تحت أقدام نجوم الفن .

في الوقت الذي يسطر فيه نجوم الفن بطولاتهم في عالم الخيال (الأحلام) , نجد فيه نجوم الرياضة يسجلون بطولاتهم في عالم الواقع (الميدان) .

جيل الألفية الثانية (Z) أو جيل التقنية الحديثة , لم تعد تستهوية الفنون التقليدية وبالذات المسرح والسينما .

نحن الآن نعيش في مرحلة ما بعد الفنون السبعة مرحلة شبكات التواصل الاجتماعي (الإنترنت) , الذي بات يناسب جميع الأذواق والفئات العمرية (برلمان الشعوب) .

فالإنترنت بات يأتيك بالأخبار من لم تزود وفي نفس وقت وقوع الحدث وبالصوت والصورة  فلا تحدثني عن القنوات الفضائية ولا هوليود ولا حتى بوليود  الكل بات يستقي معلوماته من الإنترنت أو يعتمد عليه .

لسان حال الإنترنت يقول : هذا الزمان زماني والمكان مكاني  على أهل الفن أن يبحثوا . عن مهن أخرى بديلة (لقمة العيش) قبل أن يلفظهم العصر , الحديث عن إنقاذ المسرح والسينما والدعم لن يجدي نفعا ولا يعدو عن كونه كلام من سقط المتاع إيقاع العصر سريع جدا ولا يرحم أو يستثني من ذلك أحدا .