يظل إبليس- نعوذ بالله منه- في كل زمان ومكان عدوا لله، ثم لنفسه والإنسان، يناور ، يهاجم ، يدافع، يغتنم الفرص، ويقدم الهدايا مغلفة بمفاتن العرايا، ويجمل الخبث غاية في المرايا، فلا يلتفت المرء إلا وهو يقف في طابور القادمين إلى جهنم حافيا، وحينما يحس وخز شوك المعاصي يبدأ في التململ، ويحاول تلمس المخارج؛ لينجو فيا سعد الناجين من كيد الأباليس!

وأزعم أن جند إبليس من الجن والإنس يتطورون، ويحدثون أنظمة اتصالاتهم، ووسائل عروضهم، فمثلا:

نحن اليوم في هذه السعودية العظمى نحقق من المنجزات ما يدخل في دائرة المعجزات، عبر مشاريع يعجز حتى المستقبل عن استيعابها.

بفضل الله، ثم برؤية ورعاية خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين- يرعاهما الله ومن يعينهما- ولعل من أظهر هذه المنجزات ( نيوم) كمدينة خيال علمي وسبق حضاري لا يتناسب مع إبليس الأب والجد، وكيدهما العتيق المستوطن للحدود والنساء، والتفنن في طرق الغواية والتفريق، والسبب أن( نيومنا) مدينة رقمية؛ ولذلك لا بد من جيل إبليسي رقمي( ملعووون) يجيد ضغط الأزرار بدلا من فك الإزار والزرار، ويتقن عمليات التسويق والإعلان ليتجاوز مفهوم:” هيت لك…”كإشارة وعبارة إلى عالم الريبوتات والنانو وهوليودية السيناريوهات وبوليوديات الإخراج، فيستطيعون البث المباشر رغم أن أنف شريكهم (ماسك) وبدون شرائح اتصال ولا أبراج، مما يؤهلهم لدغدغة المشاعر، والوصول للزر النووي شرقا وغربا في أية لحظة فطرقهم ممهدة، وأنظمتهم متعددة، وبؤر الصراعات متأججة!!

وكوننا نعيش في ظل ذكرى عظيمة- يوم التأسيس- يمتد جذرها لأبعد من(٣٠٠) سنة في عمق التأريخ والجغرافيا، وفيما نحن نطل من نافذة توحيدنا موحدين في شموخ باسم، ومن حوالينا تمتد خراطيم وألسنة لهب الشياطين، يحيطون ويناظرون ويحاولون تسلق هذا البناء الطويقي السعودي المهيب، فإنني أود لفت أنظار القائمين والناظرين إلى حقيقة تجاوز النزغات الشيطانية حدود الطائفية والغرائزية إلى:

فتح صنابير الكيد الخنثوي، والتحلل الأسري، وزيادة التفاصل بوسائل التواصل، والنزوع لنفس الجنس والخروج عن ذات العرق إلى الأجنبي ذكرا وأنثى مما يزعزع أمن الوطن، وينذر بتفرق دم المواطنة وتوزيع الثأر بحيث يعجز الوطن عن أخذ حقه، وتخمد نار الحمية بالجينات الأجنبية.

وثمة مظهر آخر لمداخل إبليس الحديث وهو الولوج إلى ثنايا هذه المنجزات العالمية ومحاولة زعزعتها وخلعها محليا ودوليا بأبلسة القائمين عليها، والدندنة على أوتار تعميق البون بين القيادتين السياسية والدينية، وتصوير هذه المعطيات ك(نوازف) للوقت والجهد والمال دون طائل، وعليه فإني:

أؤكد على عظمة البناء، ورسوخ الساس في يوم التأسيس، وما على الشيطان ومن والاه خارجيا وداخليا إلا( قلب) وجوههم، وحمل نعوشهم والتوجه تلقاء العدم، فقد بلغنا من الثقافة والحضارة مبلغ الرشد بعد الحلم في ( قرننا الرابع) فكلنا جسد وروح، رأسنا قيادة حكيمة رحيمة كريمة قوية الشكيمة، وقلبنا شعب عظيم، ويدنا تطول، وسيفنا يصول ويجول، أمرنا بيد الله ومنه العون والتوفيق، لا نبالي بالأباليس من (تعمم)منهم ومن( تبدين)فكل القرون تتهاوى أمام رواسينا، وكل الفضاء ترداد لأغانينا: الله أكبر الله أكبر ولله الحمد وعاش المليك وعاش الوطن.