ماجد أحمد عبد الله اللاعب الذي أجمع جمهور أندية المملكة قَاطِبَة على حبه واحترامه رغم اختلاف ميولهم فهو الذي وُلِدَ في الأول من نوفمبر لعام 1959م في مدينة جدة بحي البغدادية (وهو ما لا يعرفه الكثير) وهو الابن الثاني في العائلة، وأنتقل مع والده أحمد عبد الله إلى الرياض بسبب عمل والده في الجهاز الفني لنادي النصر السعودي مِمَّا كان سببا لانطلاق موهبته وحياته الرياضية في هذا النادي العريق عام 1977م (1397هـ) وبدأ مسيرة كروية حافلة بالإنجازات استمرت لأكثر من 22 عاما في النادي والمنتخب كلاعب مهاجم جعلت منه الهداف الأول في تاريخ الكرة السعودية والعربية والآسيوية برقم قياسي تجاوز 530 هدف، ولُقِّبَ فيها الكابتن ماجد بعدّة ألقاب منها الأسطورة وجوهرة العرب والسهم الملتهب وبيليه الصحراء والغزال الأسمر ولكنه بعد أن شكر كل من لَقَّبَه بهذه الألقاب صرَّح بأن اللقب الأقرب لقلبه هو ماجد عبدالله وهو ما يلفت النظر لمدى تواضع هذا اللاعب وأخلاقه الراقية وشعوره النبيل.

من الذين أُعْجِبُوا بماجد ومهاراته المميزة مدرب منتخب الناشئين الإنجليزي جيف فاوندون عام 1977 وأختاره لمنتخب الناشئين في دورة تبريز الدولية للناشئين في إيران وحقق مع منتخب الناشئين المركز الثاني بعد تسجيله لسبعة أهداف من ثلاث مباريات فقط أهمها هاترك أمام بلغاريا ليحصل على لقب هداف البطولة وهو في مرحلة الناشئين لينذر عن قدوم نجم سعودي في الآفاق وبزوغ أسطورة سعودية في تاريخ كرة القدم.

تصدر الكابتن ماجد قائمة نادي المائة الدولي كأول لاعب عربي وآسيوي بـ 147 مباراة دولية (رغم إلغاء الاتحاد الدولي فيما بعد 8 مباريات للمنتخب لعدة أسباب مختلفة) ولكنه حصل على لقب عميد لاعبي العالم لعام 1995م وأستمر في هذه العمادة لثلاث سنوات متتالية برصيد 139 مباراة، ولا يزال اسمه يظهر في قائمة العشرين الأوائل رغم اعتزاله عام 1994م.

مشاركات الكابتن ماجد مع المنتخب وإنجازاته: – لعب ماجد للمنتخب السعودي من عام 1978 إلى 1994م ولم يُسْتَبْعَد إلا لإصابة وكانت مشاركاته تتلخص في البطولات التالية:

* بطولات الخليج: – شارك ماجد في خمس نسخ متتالية للبطولة وهي (1979- 1982- 1984- 1986 – 1988) حيث لعب 26 مباراة سجل فيها 17 هدفا وصُنِّفَ الهداف السعودي التاريخي في البطولة وحصل على المركز الثاني مع العراقي حسين سعيد بفارق هدف وحيد عن الهداف التاريخي للبطولة الكابتن جاسم يعقوب من الكويت.

* كأس أمم آسيا: – أسْتُدعِي ماجد للمنتخب في عام 1983م وشارك للمرة الأولى في كأس أمم آسيا 84م وسجل الهدف الأجمل في تاريخ البطولة والذي تُوِّجَ به المنتخب السعودي بكأس البطولة، كما شارك ماجد في كأس آسيا 88م وواجه منتخب كوريا الجنوبية في المباراة النهائية وبعد التعادل السلبي حقق مع المنتخب كأس آسيا للمرة الثانية بعد الفوز بركلات الترجيح على كوريا 5-4 وكان ماجد ممن نفذ ركلته الترجيحية بكل نجاح.

الكأس الذهبية الأسترالية: – هي بطولة ودية أقيمت في عام 1988م لعب فيها أربع مباريات سجل فيها ماجد هدفين أولهما أمام بطل العالم الأرجنتين في ذلك الوقت، والثاني أمام عمالقة الكرة منتخب البرازيل ونافس مع المنتخب على المركز الثالث الذي حصلت عليه أستراليا، وأثبتت أهدافه في هذه المنتخبات العالمية أنه كان هدَّافاً من طراز ماهر.

كأس العالم 1994م: – شارك ماجد في نهائيات كأس العالم 1994م بأمريكا كأول قائد للمنتخب السعودي في كأس العالم وحقق مع زملائه اللاعبين أفضل إنجاز في كأس العالم بالتأهل لدور الستة عشر كأول منتخب خليجي وآسيوي يصل لهذا الدور وثاني منتخب عربي بعد منتخب المغرب الشقيق عام 1986م.

انجازات ماجد عبدالله مع نادي النصر: – حقق الكابتن ماجد أربع ألقاب للدوري السعودي مع النصر وهي ( 1979/1980 – 1980/1981 – 1988/1989 – 1994/1995) وأربع ألقاب لكأس الملك وهي (1981 – 1986 – 1987 – 1990) ولقبين لكأس أبطال الأندية الخليجية (1996 – 1997) ولقب لكأس أبطال الكؤوس الآسيوية عام (1997/1998) والتي تم إلغائها في عام 2000م وتحولت لدوري أبطال آسيا.

ألقاب الأسطورة ماجد عبد الله الشخصية: – حقق الكابتن ماجد 6 ألقاب كهَدَّاف للدوري السعودي ورقم قياسي لم يصل له لاعب مهاجم ليومنا هذا (وأُعْتُبِرَ من أفضل هدافي العالم) والمواسم هي (1978/1979 –1979/1980 – 1980/1981 – 1982/1983 – 1985/1986 – 1988/1989) وهداف كأس الملك لأربع ألقاب كأكثر لاعب حصل على هذا اللقب وهي (1979 – 1987 – 1989 -1990) وهداف كأس ولي العهد السعودي عام 1991، وهداف كأس الخليج السادسة للمنتخبات عام 1982 وهداف كأس أندية مجلس التعاون لعامين هما (1991-1996) وحصل على الحذاء الذهبي العربي لمرتين عامي (1981 – 1989) وأفضل لاعب والهداف في كأس آسيا عام 1984 وهداف تصفيات الأولمبياد العالمية لقارة آسيا عام 1984 وهداف دورة الألعاب العربية عام 1985 وأفضل لاعب آسيوي لشهري يونيو 1995 ويناير 1997 وأفضل وأشهر لاعب بتاريخ الكرة السعودية باستفتاء شركة زغبي الأمريكية 2008، وأول لاعب عربي وآسيوي يفوز بلقب عميد لاعبي العالم في عام 1995 ويدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 1996 وأول لاعب خليجي يسجل خمسة أهداف في مباراة بدورة الخليج في مرمى قطر عام 1979 وفي إندونيسيا عام 1980 وهو اللاعب العالمي الوحيد الذي سجل في كل دقائق المباراة التسعين، وسفير اللعب النظيف للاتحاد العربي عام 1999 ولاعب القرن للسعودية وأيضاً للوطن العربي عام 2000 وحصل على المركز الـ 61 لأفضل لاعبي القرن بتاريخ كرة القدم، وصاحب الرقم القياسي للاعب السعودي في عدد الأهداف بواقع 324 هدف محلي و 209 هدف دولي.

موقف أنساني لماجد لا يُنْسَى: –

في إحدى المباريات وأمام نادي أحد بالتحديد، سدد ماجد كرة باتجاه المرمى من الشباك الجانبية التي كانت مثقوبة ومرت منها الكرة لداخل المرمى وأعلن الحكم عن هدف وسط احتجاج كبير للاعبي أحد، فتقدم الإنسان ماجد للحكم وطلب منه إلغاء الهدف لعدم صحته وهو موقف يوضح مدى إنسانية وأمانة هذا اللاعب وخوفه من الله.

قدم الكابتن ماجد عبد الله تاريخاً كروياً مليئاً بالإنجازات والفخر لوطنه أولا ثم لنفسه ولناديه النصر ثانيا الذي قَدَّمَهُ للجمهور السعودي والعربي والعالمي وأعطى درساً من أعظم الدروس لجميع اللاعبين سواء السابقين أو الحاليين في التواضع وحسن الخلق وحب العمل والإنجاز والإبداع والتضحية والصبر على الإصابات والتغلب على الصعاب وحب الجماهير وإسعادهم، بل وبدأ أعماله الإنسانية بعد الاعتزال ومنها رئاسته لمجلس إدارة جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية واختياره في 2017 سفيرا للإنسانية في مركز الملك سلمان للإغاثة، وهي رسالتي من هذا المقال والتي سَطَّرَها الكابتن ماجد بحروف من ذهب لكل لاعب سعودي وعربي من أجل الاستفادة من تاريخ هذه الأسطورة السعودية واعتبارها نموذج من نماذج السيرة الكروية المُشَّرِفَة والمثالية لكل من يرغب في التميز والإبداع في مجال كرة القدم أو غيرها من الألعاب الأخرى كلاعباً أو مدرباً أو محللاً في الوسط الرياضي الكبير أو سفيرا للأعمال الإنسانية والخيرية، كما أتمنى من نادي النصر أن يدرس فكرة إنشاء متحفاً في النادي يتعلق بمقتنيات وصور هذه الأسطورة التي تخرجت من هذا النادي الكبير لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ هذا النجم الكبير.