في مدينة بول خمري شمال أفغانستان أطلق مصلون النار على حمار وقتلوه بعد دخوله إحدى المساجد ، قام على إثرها صاحب الحمار بإطلاق النار على المصلين وقتل (13) مصليا .

وبدورهم هاجم المصلون قرية صاحب الحمار بالأسلحة الثقيلة وقتلوا (38) شخصا ! .

وقبل عقود وفي وزيرستان شمال باكستان قتل العشرات بسبب الصراع على ملكية (دجاجة) !! .

حرب البسوس التي استمرت لما يقرب من أربعين سنة كانت بسبب (ناقة) , ومثلها حرب داحس والغبراء بسبب (فرس) .

في عام 1859 كادت أن تنشب حرب بين بريطانيا وأمريكا بسبب خنزير (جزر سان خوان) .

وفي عام 1925 كادت أن تنشب حرب بين بلغاريا واليونان بسبب (كلب) ضال .

في عام 1976م كادت تنشب حرب عالمية بين أمريكا وكوريا الشمالية بسبب (شجرة) الزعيم عندما حاولت القوات الأمريكية قطعها في المنطقة المنزوعة السلاح .

في عام 1969م نشبت حرب بين السلفادور وهندوراس بسبب مباراة في (كرة القدم) .

يا ترى ما الذي يدفع الإنسان أن يتصرف بهذه الطريقة من الغباء والجهل ؟!! , أحيانا يخرج المنطق من الباب ويلقي بالعقل من النافذة , ويتصرف فيها الإنسان كالأنعام بل أضل سبيلا .

وأحيانا أخرى جنون القوة والغرور يدفع الإنسان إلى اتخاذ الكثير من القرارات الكارثية (الحرب) , كما هو الحال مع أمريكا التي تخوض حرب كل عشر سنوات تقريبا .

الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب في العالم إصابة بجنون العظمة ، فالكل يريد أن يدخل التاريخ حتى لو كان ذلك من أوسخ أبوابه ! .

القوة الفائضة أحيانا تغري باستخدامها دون تقدير للعواقب .

بلد مثل أفغانستان الشعب فيه مدجج بالسلاح والحروب فيه مستعرة منذ أكثر من أربعة عقود . طبعا الشعب في أفغانستان بحاجة إلى إعادة تأهيل كي يندمج في الحياة المدنية (التنمية) .

ناهيك عن نزع السلاح وفرض هيبة الدولة , وهذا من عاشر المستحيلات في بلد استعصى فيه على الأمبراطوريات عبر التاريخ .

لقد فشلت أمريكا في ذلك ومن قبل الاتحاد السوفييتي ومن قبلهم بريطانيا العظمى . كما هو الحال مع اليمن حيث تجد كل مواطن يمتلك أكثر من قطعة سلاح من العيار الخفيف والثقيل ! .

أحيانا يكون ضعف الاتصال بين المركز والأطراف من الأسباب التي تؤدي إلى نشوب الحروب بين الدول .

الدول الكبرى لها دور كبير في إشعال الحروب بين الدول والقبائل والطوائف ومن باب فرق تسد .

أخيرا نجد في الغالب أن عدم وجود القيادة الرشيدة يؤدي إلى هذا النوع من الحروب والصراعات العبثية(العقلاء) .

بالنسبة للعالم الإسلامي لا بد من نشر الوعي الديني بين الشعوب وبيان حرمة سفك الدماء .

وهذا بدوره سوف يحد من هذا النوع من الحروب الغبية والطائشة .

غالبا عدم وجود القيادة الرشيدة يؤدي إلى نشوب الحروب .