بغروب شمس هذا اليوم لعام 2022 نكون وصلنا إلى طي كل صفحات هذ العام بكل ما فيها من تحديات وصعوبات وخيبات ونجاحات.

بلا شك أن هناك دائما نهايات حتمية لمطاف الأيام والأعوام في حياتنا مثل النهايات الحتمية لحياة كل حي. حتما ستسدل ستائر الأيام التي مضت والسنوات التي مرت من أعمارنا، ولكنها بكل تأكيد تركت لنا آثار بشكل أو بآخر، نستنتج من خلال ذلك بأن كل فرد منا ما هو إلا فرد عابر سبيل في هذه الدنيا.

ونحن الآن على مشارف انتهاء عام 2022 بكل أحداثه وتفاصيله، لقد كان عام عبارة عن مجموعة أعوام في عام واحد، لقد مرت سنة غادرنا فيها أحبة أبعدتهم دروب الحياة الشائكة حتى اختفى البعض منهم من الوجدان وحتى من الذاكرة أخذت منا الكثير دون أن تعوضنا حتى.

مرت سنة وأنا لا زلت هنا ولكني لم أعد أنا، تغيرنا وتعلمنا وتعمقنا وتطورنا لأجل أن نكون نسخة أفضل بكثير منا. هنا لا بد أن أقول وداعا لكل لحظة عصية استطعت بفضل الله تخطيها وجعلتني أكثر تقديرا لنفسي. وداعا لكل الأشخاص الذين أسقطوا أقنعتهم المزيفة أمامي. وداعا لكل مفردات العجز الخانقة. وداعا لكل أحداث هذا العام الأليمة. وداعا لكل الذين لم يكونوا ثابتين لا على الكلمة ولا على العهد.
مرت سنة بكل أفراحها وأتراحها تعلمت منها العميق جدا من الدروس واستفدت منها الكثير، وبطبيعة الحال لا بد ايضا من قول كلمة شكرا، أنا جدا ممتنة لكل من علمني درسا من دروس الحياة البليغة بهذا العام الذي سينصرم بعد ساعات قليلة، شكرا لكل من قدم لي دعما معنويا، لكل صاحب رسالة أو كلمة أو فعل صنع به لحظاتي وأيامي، وأيضا شكرا بحجم الكون لكل من خذلوني وكانوا على غير المتوقع شكرا لكم من القلب.

سأقول شكرا أيضا لذاتي التي ناضلت وكافحت وتأملت وحلمت وتطلعت ولم يسكن اليأس دواخلها يوما، أيضا شكرا لكل القريبين ولكل البعيدين وأدعو الله أن يرزقهم بأعوام يذهلون فيها بعطايا الخالق وبكل ما يسرهم ويرضيهم.

وأخيرا لا يسعني إلا أن أختم أحرفي بدعائي ورجائي أن يكون عام 2023 عام الحظوظ العظيمة والمكانة العالية (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)

نسأل الله أن يجعل لنا في عامنا الجديد وما بعده حظوظا عظيمة ومكانة عالية وأن يجعل قبولنا في الأرض والسماء وأن يرفع أقدارنا.

والحمد لله دائما وأبدا على كرمه ونعمه وجزيل فضله وإحسانه حمدا كثيرا طيبا.