الأرواح قناديل معلقة في صدورنا يتعبها الفقد والأسى.

إنها فطرة الله في الحياة تموج بنا إلى حيث يقضي الله أمره . لقد رحل أبي إلى جوار ربه وأيقنت أن الموت فاجعته في النفس عظيمة يقوض الشوق والاشتياق إلى من أصبحت أماكنهم فارغة في حياتنا وفي الوجود، وأن بلسم ضعفها الدعاء حتى يسكنها الإيمان والاحتساب.

عندما تفتش عمن تحب فلا تجده ولم يتبق منه سوى مشاهد أليمة وخطوطا منكسرة غرسها الفراق في مرايا الذكريات إنها تعابير يكون الأسى فيها فراقا أبديا ليبني بروجاً وقصصا نحكي معانيها لأولادنا حتى تكون ذكرياتهم دفئا تملأ النفوس .

وتسوقنا رواحل الأقدار مثل الجراد في سراب هجيرهاو ينهمر الدمع سيلا ليروي شوقها عزاء ووفاء .

مازالت النفس تبكي فرقاه ومازالت خطواتي تقودني إليه في صباح كل يوم وقبل الشروق لاقف على قبره مسلما ولكن سلامي يعود صداه حزينا فالأرواح لا يجيب صداها.

هناك خيوط تنسل من الأعماق فيبقى نزيفها يقطر في تجاويف الأوجاع.

يأخذني الغروب في احمراره فأخط بعصاة الذكرى حروف الألم في سفوح الرمال وتكتمل الصورة بلاغة في معانيها ويرتوي الظلام بندى الرثاء .

مازال الشحوب، والغصّة مرارة معلقة يتجرعها الألم .

رحم الله أبي وجميع موتى المسلمين .