أكد باحثون من معهد سميدت للقلب في “سيدار سيناي” أن حتى الأشكال المبكرة لأمراض الكبد تؤثر بشكل مباشر على صحة القلب.

وقارن الباحثون درجات FIB-4 للمرضى – وهي علامة لتليف الكبد يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بأمراض الكبد الحادة – مع تشوهات القلب المرئية من خلال فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب. ووجدوا أن درجات FIB-4 المرتفعة كانت مرتبطة بخلل في وظائف القلب وأبعاد الأوعية الدموية.

وأوضح آلان كوان، طبيب القلب وباحث تصوير القلب في معهد سميدت للقلب وكذلك المؤلف الرئيسي للدراسة، إنه كان من المعروف أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي مرتبط بموت القلب والأوعية الدموية، لكن العلاقة لم تكن مفهومة جيدا، وربما تحجبها عوامل الخطر المشتركة بين الاثنين، مثل مرض السكري.

وأصدرت جمعية القلب الأمريكية (AHA) بيانا مفاده أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي – حالة الكبد الشائعة بشكل متزايد – هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بتصلب الشرايين، لافتة إلى أن أمراض القلب – وليس تطور أمراض الكبد – هي السبب الرئيسي للوفاة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الناجم عن الكحولي.

وأضاف كوان: “إذا كان لدى 25% من السكان عامل الخطر المحتمل هذا للإصابة بأمراض القلب، فإننا نعلم أننا بحاجة إلى فهمه بشكل كامل. ولذلك، كان هدفنا العام من هذه الدراسة هو فحص الروابط بين القلب والكبد – وهو مجال جديد للدراسة، ولكن من المنطقي إجراء المزيد من الاستكشاف. ويعالج الكبد الكوليسترول وينتج العوامل التي تساهم في تخثر الدم والالتهابات. وكل ذلك يمكن أن يؤثر على القلب – لذلك أردنا إلقاء نظرة فاحصة على هذه الارتباطات”.

وتابع كوان: “كانت التشوهات التي رأيناها تغيرات في الأوعية الدموية – تضخم الأوعية الدموية الخارجة من القلب – بالإضافة إلى زيادة كمية الدم التي تتحرك  وعادة، عندما يقوم الأطباء بفحص القلب، فإننا لا نفكر في الكبد، والعكس صحيح. ونميل إلى أن نكون متخصصين جدا في فئات الأعضاء الخاصة بنا. ولكن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أنه يمكننا، وينبغي علينا فحص أمراض الكبد عند النظر في أمراض القلب، ولا يمكننا اعتبار القلب والكبد كأعضاء منفصلة تماما”.