تعد حاسة اللمس ضرورية لكل ما نقوم به تقريبا، من المهام الروتينية في المنزل إلى التنقل عبر تضاريس غير مألوفة قد تخفي الأخطار، ولطالما اهتم العلماء بفهم كيف تشق معلومات اللمس التي نحصل عليها بأيدينا وأجزاء أخرى من الجسم طريقها إلى الدماغ لخلق الأحاسيس التي نشعر بها.

وكشفت ورقتان بحثيتان لعلماء في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن رؤى جديدة مهمة حول كيفية مساهمة الحبل الشوكي وجذع الدماغ في حاسة اللمس؛ حيث تُظهر النتائج أن النخاع الشوكي وجذع الدماغ، اللذين كان يُعتقد سابقا أنهما مجرد مراكز ترحيل لمعلومات اللمس، يشاركان بنشاط في معالجة إشارات اللمس أثناء انتقالها إلى مناطق الدماغ ذات الترتيب الأعلى.

وذكرت إحدى الدراستين، أن الخلايا العصبية المتخصصة في النخاع الشوكي تشكل شبكة معقدة تعالج اللمسة الخفيفة، وترسل هذه المعلومات إلى جذع الدماغ، بينما أثبت الباحثون أن مسارات اللمس المباشرة وغير المباشرة تعمل معا، وتتقارب في جذع الدماغ لتشكيل كيفية معالجة اللمس.

وصرح ديفيد جينتي، أستاذ علم الأحياء العصبية في مركز دراسة الاضطرابات العصبية التنكسية، في معهد بلافاتنيك في كلية الطب بجامعة هارفارد، وكبير المؤلفين في كلتا الورقتين البحثيتين: “تركز هذه الدراسات الضوء على الحبل الشوكي وجذع الدماغ كمواقع يتم فيها دمج معلومات اللمس ومعالجتها لنقل أنواع مختلفة من اللمس. لم نكن نقدّر من قبل كيف تساهم هذه المناطق في تمثيل الدماغ للاهتزاز والضغط”.

وتمكن الباحثون من اكتشاف أن أكثر من 90% من الخلايا العصبية في القرن الظهري – منطقة المعالجة الحسية للنخاع الشوكي – تستجيب لللمسة الخفيفة.