صريعُ هائج دوامته من رملٍ وغبار، يتذوق شحوبه بصمتٍ واكتئاب فقد تمرد بذهول وبرغبه جامحه لاتخشى الفضول على ماقد يكتسي وطأة العاده لديه حتى أصبحت متلازمةً معه أكثر من فورة تمرده عليها فهل يكون ذلك إذا كان كذلك بداية انطلاقة حقيقية لمعرفة الخطأ والصواب في ظل محاولة النفور؟.

وإذا كان صحيحاً فهل اتخذ موقفاً مغايراً لرغبته وفي اتجاه معاكس بُغية صد مناهل تلك العاده التي أصبحت من شفقتها عليه لايخشى تطفلها بل جمح عليها كما بدأ مُترجلاً وهو في قمة دهشته!.

أحياناً كثيرة يتوحد مع وحدته وهي لابد وأن تكون في جوفه فدوائرها البغيضه لايغمض لها جفن في ظل معرفة الزلل ومحاولة الإنتفاضه عليه فقط ولكن هل فعلاً أمنيته التي تحبو معه أكتست حِلَّة الصقور الجامحه؟ أم أنها فقط مازالت وليدة وتصورها كذلك .

قد يقف برهه من الزمن وبعضاً منه أو ربما أجزاءاً كثيرة منه متناثرة هنا وهناك وبالرغم من ذلك فهي مُتَّقدة ليس بفعل عوامل الزمن أو التعرية ولكن وبالتأكيد هو من أيقظها فهل يستطيع الإنسان أن يُقَدِّم الشعله لبعضاً منه فطوفان اللهب قد يكون من مُستصغر الشرر أي أنَّ تلك الذكوة التي تنمو صغيره ولايستدرك دلالها بوأدها وهي بعد في مهدها سوف تجد سياجاً منيعاً لنضوجها لتصبح نارها ذات ألسن لاهبه.

هو قد لايستغرق وقتاً طويلاً للتفكير في ذلك فلقد اعترف بدايةً بتلك الكبوة التي يحاول أن يتكابر عليها فهل فعلاً سوف يناضل من أجل ماتبقى من سراديب صوابه؟ فقد خجلت بعضاً من لآلئه من الظهور العلني عند بوابة بشاشته ربما لما اعتراها من محن اكتست بها الألوان الداكنه حتى أصبحت تخشى الفرح فكيف تعيش في ظل ذلك إذا كانت البسمه معبر جيد لشامة المسرَّه والأهداب حصن عميق لراية الحزن.

لازالت تلك الدوائر اللا متناهيه تستمد انتعاشتها الذابله من سعيره فقد أيقظ فيها من حيث لايدري حوار العاده الذي بدأ يُسيطر على مشاعره وجوارحه من حيث هو بالتأكيد يدري فهل ربما فقد بعضاً من ذاكرته أو بالأحرى ماذا نسى أو تناسى ليدعم نشوزه بجانب رغبته لتكون فعلاً شامسه حتى تكون تلك الدوائر الدافئه تحت مدامع كسر تلك الرتابه التي جعلته ردحاً من الزمن تحت هيمنتها اللا إنسانيه له ؟

فما قد تناساه هي الإراده الجلموديه الصلبة ليتحرر من تلك القضبان التي زج بها نفسه خلفها ومن تلك القيود التي كبَّل بها طواعية يديه ومن ذلك السجن الذي حاصر فيه أنفاسه طيلة أيامه المتوردة ومن ذلك الجلاد الذي يرشف مايقدمه بيديه له من ضربات مهينه بعصى غليظه وسياط لعينه فهل سوف يُطفئها أم ياترى سوف يُشعل الليل والأحلام والأحزان موقدها ؟ !!