( الحمد لله الذي جعل القلم ينوب عن القدم)، هذا تعبير كنا نردده قبل الرؤية( ٢٠٣٠)، ونرى فيه من البراعة والصورة الجمالية ما يوصله حد البلاغة، ويحلق به في دنيا البيان، وكل ذلك احتفاء بالقلم هذا الكائن الذي شرفه الله بالقسم في سورة تتلى إلى يوم الدين، ولا شك في علو المكانة وسمو المسمى، ولكن القدم، وما أدراك ما القدم؟!.

ذلك الطرف النحيف المعقوف من وسطه المتحرك بواسطة مفاصل مغموسة في مزيج من( العصب والغضاريف) حمل أفضل البشرية محمدا- صلى الله عليه وسلم- ومن سبقه من الأنبياء والرسل، كما حمل الصفوة من الصحابة والتابعين، ومكن (عنترة بن شداد )من الوقوف مزمجرا يجندل أعداءه، وأعان (خالدبن الوليد)- رضي الله عنه- على المناورة فبذ الفرس والروم والمرتدين، وأقل موحدنا العظيم(عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)- يرحمه الله وصحبه والراحلين من بنيهم- ليوحدوا (سعوديتنا العظمى)، ومكن (سلماننا ومحمدنا) من الوقوف في دنيا الحزم والعزم، وجعل منهما ملهمين لشعب وأمة وعالم، يسيران يقلهما الحب، ويردفهما العدل، ويطير بهما الوفاء نحو السماء.

القدم: هذا العضو الذي لا يبالي بالظلام، ولا يخاف الزحام، ولا يعبأ بالخصوم، في حركته إعجاز وفي سكونه إنجاز، قد يتمرد على المألوف ويتجاوز المعقول إلى الحلم.

القدم: وقرة عينه السجود، ولذته القيام، نقبله في الأبوين ، ونحسب الخطى والله حسيبها الأس في الإقدام والإحجام، فإن اصطكت الركب كلت القدم عن حمل الجسد وأعيت عن تعمير البلد، وأغرت الخصوم على أخذ ما يشاؤون من بين أيادينا تماما كما فعلت بنا الأعداء كعرب في معارك السلاح، و( ألمانيا) في دنيا المستديرة ذات كأس عالم مضت!!.

القدم ومنذ فجر تأسيس هذا البلد ومرورا بالأزمات في حربي( الخليج وحوث بوث مجوس) جعلت منا صقورا وأسودا ونمورا، فلما هبت عواصف الديمقراطية الشاذة بقيادة (ببلوسي وبايدن) وقبلها دخان قنابل ( تركشان خاشقجي) تجلينا( طويق والحجاز) واعتلينا مناكب المجد نصنع القرار، ونختار الموقف لا نبالي ولا نهاب، فالرأس سلمان، والجنان محمد، والحياة وطن توحيد يعلو ولا يعلى عليه، أقدامنا ثوابت ونواميس استقيناها كابرا عن كابر، وعلى مختلف المنابر، ينصت لصوتنا، ويذعن لقولنا، ويعتبر أمرنا ونهينا.

وفي عشية(٢٢/١١/٢٢)كانت أقدامنا وأمام (مليارات) البشر، وعلى ضفاف خليجنا الواحد، ومن دوحة الجوار تسابق الزمن، وترسخ معالم الشموخ، وتمارس الفن رجولة ومهارة مجندلة أعتى الفرق وأقوى المنافسين وتخرج أمهر من لامس (كرة القدم)( ميسي) عن الخدمة طوال(١١٤)دقيقة مسفرة عن حقيقة مفادها( سعودية الرؤية المحمدية) تفوق ما قبلها وتتعب ما بعدها، فأبناؤها يكتبون ملاحم المجد ياليدين وبالرؤوس والقدمين ويتركون للآخرين حرية التصريح والتلميح إعجابا ومهابة، فلك الحمد ربنا على سعودية التوحيد والمجد.