الطريق لتكوين جو أسري صحي بممارسة المهارات الحياتية حياتنا هي علاقاتنا وعلاقاتنا هي حياتنا. يتبادر لذهننا سؤال… ماهي المهارات الحياتية في العلاقات الأسرية؟

هي عبارة عن أعمال يومية يتفاعل بها أفراد العائلة مع بعضهم البعض.

نأخذ كمثال: الحب، والاهتمام، والاحترام، والعطف، والرفق واللين، وتبادل المشاعر، والاحتضان واللمس، والابتسامة، والكلمة الطيبة، والمشاركة، والحوار، وحل المشكلات، والتعاون، والتعاطف، والمبادرة … وغيرها من الأعمال التي يتفاعل بها الأفراد في الحياة اليومية.

أيها الأب أيتها الأم.. إن وعي كليكما بأهمية العلاقات الأسرية الجيدة بين أفراد الأسرة وأثرها في ترابطها وعدم تفككها يدفع ك ّلا منكما إلى تعلم المهارات الحياتية وممارستها مع الأبناء لتستقر حياة الأسرة وتنعم بالأمان الأسري.

فابدءا أيها الزوجين بنفسيكما، ثم بأبنائكم وبناتكم، فكما قيل.. إن السعادة الزوجية وراثة فكذلك السعادة الأسرية وراثة. بمعنى أن ما ينظر إليه ويتعامل به يرسخ في النفس ثم يطبق في الحياة. فكونوا حريصين على ممارسة هذه المهارات بينكم، ولا تجعلوا غيركم يعلمها أبنائكم ويمارسها معهم، كونوا أنتم الأساس في التعليم والممارسة.

سفرة الغداء هي نموذج عملي لتطبيق هذه المهارات، حيث أن جلوس العائلة م ًعا والاجتماع عليها وقرب مقعد كل واحد من الآخر يجعلهم متقاربين نفسياً وجسدياً. ويتبادلون الأحاديث والكلمات الطيبة كما يتبادلون أصناف الطعام، ويثنون على بعضهم كما يثنون على لذة الطعام، ويتسامرون، ويضحكون، ويتبادلون الاهتمامات والهموم، ويحلون مشاكلهم مع بعضهم ويتبادلون الآراء ويتحاورون. كل هذا مع تبادل المشاعر الدافئة من حب واهتمام واحترام.

ويخططون لأي شيء يريدونه على سفرة الغداء من استقبال ضيوف، وسفر، ومساعدة في دراسة، ومشاركة في عمل، وتوزيع الأعمال والمسؤوليات سواء كانت منزلية أو غيرها. كل هذا على سفرة الغداء تحت توجيه ونصح وإرشاد الوالدين أو أحدهما.
هذا الاجتماع إن استمر في العائلة سواء كان على طعام أو جلسة شاي أو وقت محدد يوم ًيا – أو على الأقل أسبوع ًيا – يجمع بين أفراد الأسرة، فهي كما جمعت بينهم على السفرة، فهي تجمع – بإذن الله – بين قلوبهم وأفعالهم وتقلل من الفوارق والخلافات بينهم، وتوحد بين اهتماماتهم، وتوفق بينهم وتعلمهم تبادل مشاعر الحب والود والرفق والعطف والاحترام والتعاون وغيرها.

الخلاصة: كما نحرص على أن يكون الطعام صح ًيا، فيجب أن نحرص أي ًضا على أن تكون العلاقات التي تجمع بين أفراد الأسرة صحية. فالعلاقة الصحية مفيدة لصحة الأفراد العاطفية والجسدية والعقلية.

هذه المهارات الحياتية التي ينبغي أن تمارس بين أفراد الأسرة، وتبقى ليبقى الفرد مرتبط ارتباط وثيق بأسرته، وليخرج للمجتمع بشخصية سوية تعرف كيف تتعامل مع من حولها. وأخي ًرا.. اعملوا على تقوية هذه المهارات في الأسرة.

حديث خرج من القلب.. أتمنى أن يصل للقلب. بقلم :حنان عمرشيخ مدربة ومستشارة أسرية بجمعية بناء للإرشاد الأسري بالمدينة المنورة.