عندما تشاهد أسرة واعية بين أفرادها انسجام تام وتوافق فكري واجتماعي على قدر من الايجابية والتفاؤل يتبادر الى ذهنك فوراً أن هذه الأسرة تتمتع بمهارات حياتية عالية ولكي نصل إلى الهدف القويم من هذه المقالة لابد أن نعرج على مفهوم “هام لكل أفراد الأسرة والمتجمع :

وهو: المهارات الحياتية والتي نقصد بها:

مهارات شخصية ونفسية واجتماعية يكتسبها الفرد من خلال الوقوع في أخطاء أو تعلم أشياء قبل الوقوع في الخطأ، حتى يتمكن من العيش بثقة أكبر وبقدرة عالية، ويكون لديه المهارات التي تؤهله إلى تحسين فرص حياته واتخاذ قرارات جيدة في بناء مستقبله.

وهناك حقيقة لابد أن يتعلم الشخص كيفية قول كلمة «لا» بطريقة لائقة ومن دون شعوره بالذنب، ومن دون إزعاج الطرف الآخر أيضاً، فعلى الفرد أن يتعلم ويتفهم أن هناك بعض الأشياء التي يجب أن تكون لها الأولوية بما في ذلك (الصحة، الوقت، الحياة، الأسرة).

وينبغي للفرد أن يكون لديه القدرة على التعامل بإيجابية مع مشكلاته الحياتية شخصية واجتماعية ، وتشمل مهارات : إدارة الوقت ، الاتصال الاجتماعي ، حسن استخدام الموارد ، التفاعل مع الآخرين ، احترام العمل .

ويعجبني حديث النبي صلى الله عليه وسلم  «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين»

فهو يأتي بمفهوم المهارات الحياتية، حيث إنها مهارات يكتسبها الإنسان من أجل عدم تكرار الأخطاء السابقة.

ثم أيضاً نجد حديث  أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( سلوا الله اليقين والمعافاة ، فما أوتي أحد بعد اليقين خيراً من العافية ) . فجمع بين عافيتي الدنيا ، ولا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية ، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة ، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه . وهذا كله يندرج تحت الوعي الكافي بالمهارات الحياتية اللازمة لبناء الأسرة التي تعد ركيزة مهمة في المجتمع .

ثم ينبغي أن يكون لدينا الوعي الكافي بالقدرات العقلية والوجدانية والحسية التي تمكن الفرد من حل المشكلات أو مواجهة تحديات تواجه حياته اليومية أو إجراء تعديلات علي أسلوب وحياة الفرد والمجتمع ، وتضم المهارات المرتبط بالعلوم : المهارات الغذائية ، المهارات الصحية ، المهارات الوقائية ، المهارات اليدوية ، المهارات البيئية .

ولابد أن نؤكد على أهمية تطوير الذات والبحث في مواطن الضعف والقوة والربط بين المتعلم والمنهج والبيئة المحيطة ، وتأهيل المتعلمين لتحمل المسؤولية والثقة بالنفس والقدرة علي اتخاذ القرار لحل المشكلات التي تواجههم .

وكل ذلك لن يحدث إذا ضعفت لدى الفرد المهارات الحياتية اللازمة لانشاء أسرة سوية قويمة ايجابية تنشأ على تنمية الثقة بالنفس وتطوير الذات وحل المشكلات ومواجهة التحديات .

وهذا يحدث بمساعدة أفراد الأسرة لبعضهم البعض والدعم المعنوي الكبير بين أفراد الأسرة والحوار الأسري الايجابي والنقاش الفعال بين كل أفراد الأسرة .