مع ارتفاع نسبة الطلاق في العالم لا بد لنا أن نشخص المشكلة ونعرف أسبابها وحلولها حتى نصل لبر الأمان ونحافظ على كيان الأسرة ونحمي الأولاد من الضياع والانحراف الأخلاقي والسقوط في براثن المخدرات والمسكرات.

فمن أسباب الطلاق: أن يتزوج الرجل من لا يرضاها، أو تتزوج البنت من لا ترضاه.

فالخطوة الأولى: الاختيار المناسب لكلا الطرفين ، وهي غاية في الأهمية ، ومن أسبابه جهل كل واحد من الزوجين بالحقوق الشرعية للآخر، فيخل بها فتقع العداوة والبغضاء، ومن أسبابه: عدم الرؤية الشرعية قبل العقد ، ومن أسبابه انتشار الصداقات بين الشباب والبنات في بعض البلدان فيمل كل طرف من صاحبه ، وأيضاً سوء أخلاق وسلوك الزوج أو الزوجة فمن الرجل مثلاً البخل الشديد ، والسب والشتم ، والجفاف العاطفي وعدم التعبير عن الحب بالكلمات الرومانسية والتدقيق في الأخطاء والزلات ، ومن المرأة إهمال زوجها ، وإهمال البيت والأولاد ، والاستغلال المادي للزوج ، وعدم طاعة الزوج هناك سلوكيات عند أحد من الطرفين تفسد تلك العلاقة.

والتقليد الاعمى لبعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في الاسراف في الكماليات والمبالغة في الماديات ، وطمع الزوجة في تبديد وإتلاف مال زوجها بغير حق ، والمقارنات السيئة بين حياتها وحياة الآخرين من المشاهير أو غيرهم واحتقار وازدراء الحياة السعيدة التي تعيشها ، وأنانية أحد الأطراف، حيث ينظر الزوج أو الزوجة إلى حقوقه ومتطلباته فقط، وينسى الطرف الآخر وحاجاته ومتطلباته، ويؤدي تكرار مثل هذا الموقف إلى الوصول إلى حالة الطلاق أو الانفصال العاطفي ، وإساءة تحديد الأولويات، وذلك بتفضيل الآخرين على شريك الحياة.

وأما حلول ظاهرة الطلاق فهي على النحو الآتي:
1/ إلزام المقبلين على الزواج بدورات تأهيلية وتكون مشتملة على الجانب الشرعي (حقوق وواجبات الزوج والزوجة) و (الأخلاق) و (الحوار) و (الاحترام) و (فنون التعامل) ، وعلى الجانب النفسي (تحمل الضغوط) ، و (إدارة المشاعر) ، و (فهم النفسيات) ، وعلى الجانب التربوي (تربية الأولاد) ، وعلى الجانب المالي (إدارة ميزانية الأسرة) وغيرها، وفي هذا الصدد نتذكر الخطوة والتجربة الجميلة التي قامت بها دولة ماليزيا لتخفيف نسبة الطلاق لديها فقامت بإقرار (رخصة قيادة الأسرة) ، وألزمت المقبلين على الزواج بحضور هذه الدورات حتى يتم الموافقة على عقد قرانهم ، وقد أجرت جمعية مودة السعودية دراسة عن أسباب الطلاق وأسباب نجاح الزواج وكانت نتيجة هذه الدراسة أن سبب الطلاق 31% بسبب الجهل بأحكام الزواج الشرعية ، و 80% من مستفيدي دورات تأهيل المقبلين على الزواج حياتهم مستقرة.

فأدعو وزارة العدل ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإقرار دورات المقبلين على الزواج وإلزام الشباب والبنات المقبلين على الزواج بحضورها، أسوةً بالفحص الطبي ، فلا يعقد مأذون عقود الأنكحة إلا بوجود هذه الشهادة ، مع مراعاة أن تكون هذه الدورات مركزة وتختار مادتها العلمية بعناية وقصيرة ومدتها من 3 أيام إلى أسبوع حتى تقل نسب الطلاق.

2/ الابتعاد عن العصبية والعناد بين الزوجين.
3/ حذف المشاهير -الذين يفسدون الأزواج والزوجات ويتدخلون في خصوصيات الأسر والبيوت- من وسائل التواصل الاجتماعي وترك متابعتهم.
4/ البعد كل البعد عن متابعة (النسويات) الذين يحرضون النساء على ترك طاعة الزوج، ويشجعون على الطلاق، وخراب البيوت، وضياع الأولاد.
5/ تكثيف البرامج الإعلامية في القنوات الفضائية والإذاعات، والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي للتحذير من خطورة التساهل في الطلاق.
6/ إلقاء خطباء الجوامع خطب جمعة مستمرة عن التحذير من الطلاق وأنه أبغض الحلال إلى الله تعالى، وكذلك إلقاء الدعاة والمشايخ الكلمات والمحاضرات التي تحذر من هذا الموضوع.
7/ بعد الأزواج والزوجات عن المقارنات في المأكل والمشرب والأثاث وغيرها.
8/ كسر الروتين اليومي، ومحاولة تجربة أمور جديدة في الحياة، حتى لو كانت بسيطة جداً وغير مكلفة.
9/ مشاركة الطرف الآخر اهتماماته وهواياته وشغفه.
10/ الاعتراف من قبل كل من الزوجين بأهمية الآخر في حياته، وإعطاؤه الأولوية دائماً.
11/ استعمال الكلمات الجميلة والرقيقة المحببة لكلا الطرفين بشكل دائم، مما يزيد من المحبة والود بينهما.