وصلنا لشهر فبراير 2022م وجميع المنظمات قد بدأت في عملية تقييم أداء موظفيها.

عادة ما تتم عملية التقييم في الربع الأخير من السنة، والمنظمات التي تستخدم نموذج منحنى بيل Bell Curve في تقييم الأداء، سوف يكون هنالك عدد قليل من الموظفين في كلا الجانبين الأيمن والأيسر من المنحنى والذي يمثل أفضل أداء والأداء السيّء وغالبية الموظفين سيكونون في مكانٍ مّا في المنتصف،هذا النوع من التقييم لا يؤدي إلى النتائج المرجوّة، وخصوصاً تحسين أداء الموظفين في السنة القادمة.

فاستخدام منحنى بيل لن يعكس الأداء الفعلي للموظفين على مدار العام. ونتيجة لذلك، سوف يصاب الكثير من الموظفين بخيبة أمل، وسوف يتأثر الأداء بشكل عام في السنة القادمة. لهذا السبب يجب على المنظمة أن تلتفت إلى التقييم المستمر طوال العام أو التقييم المنصف والذي سيكون أفضل بكثير ويؤدي إلى النتائج المرجوّة، والاخذ في الاعتبار عدم التميز والمفاضلة بين الموظف الإداري او الفني بالتقييم.

والمُنحنى الطبيعي لتوزيع نتائج تقييم الأداء السنوي للموظفين، هو أن يتم توزيع نتائج تقييم الأداء على نسب محددة من المستويات، فمثلًا يمكن تخصيص 5% للممتاز و85% للجيد جدًا وللجيد و10% للمقبول والضعيف، هذه النسب قابلة للتغير بحسب ما يتم اعتماده من قبل الإدارة المعنية، والفكرة أن تتركز النسبة الأكبر من الموظفين في الوسط، وتمثل أداءً جيدًا إلى جيد جدًا، ونسبة أقل عند الطرفين، وتمثل أداءً ممتازًا على اليمين ومقبولًا وضعيفًا على اليسار.

ففي علم الموارد البشرية يشار إلى هذا الأسلوب في تقييم الأداء إلى نظام التوزيع الإجباري لتقييم الأداء.

بحيث يُجبر المدراء على توزيع موظفيهم على شرائح محددة من الأداء، ويعود أصل هذا الأسلوب في تقييم الأداء إلى بداية الثمانينات، وتم تطبيقه في بعض كبرى الشركات الأمريكية، بهدف تقليل أعداد الموظفين والتخلص من الموظفين الأقل أداءً، بحيث يُجبر المدير على تقييم بعض الموظفين بنتيجة ضعيف، ليتم التخلص منهم بناء على هذه النتيجة عند تكرارها.

إن الارتقاء بعمل الموارد البشرية يتطلّب أن تتبنى الإدارات العليا في المنظمات بأنظمة الموارد البشرية التي يكون محورها الموظف الفرد، والعمل على تحفيز وإخراج المواهب الموجودة داخل كل فرد، كلاً حسب خصوصيته وتخصصه، إن المسألة الفعّالة لتقييم الأداء الفعلي يبدأ من نتائج المنظمات على المستوى الكلي، وبالقيادات العليا لهذه المؤسسات، بعد تحديد مستهدفاتها ضمن برامج الرؤية 2030 الاقتصادية والاجتماعية، وليس من خلال تطبيق مفاهيم إدارية أصبحت جزءًا من الماضي.

الخلاصة: قال النبي ﷺ: يقول الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة،ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطى بي ثم غدر،ورجل باع حرًا فأكل ثمنه،ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره.