البدعة أمرها عظيم وشأنها خطير، وتجر على الأمة فتناً وشروراً عظيمة، حيث يلبسون على الناس في دينهم بإدخال ماليس فيه قال تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

متى ظهرت هذه البدعة؟
ظهرت في القرن الثاني الهجري فرقة زعم أصحابها أنهم قرآنيون، وأنهم يكتفون بالقرأن كمصدر تشريعي ودعو إلى ترك سنة النبي ﷺ ،لأسباب باطنية لم يعلنوها ولكنها لاتخفى على كل عاقل فطن أنار الله بصيرته، أنهم يريدون إسقاط العبادات ومعظم الأحكام الشرعية التي فسرتها السنة الشريفة.

وقد تصدى لهم الإمام الشافعي وفند حججهم الباطلة في كتابه “الأم” للرد عليهم، وذكر فيه مناظرة بينه وبين من يريدون هدم السنة ويدعون إلى ترك الحديث والاعتماد على القرآن.

وقد تحدث عنهم كذلك الإمام ابن حزم في كتابه “طوق الحمامة” الذي انتقدهم انتقادًا شديدًا، وكذلك الإمام الشاطبي في كتابه ” الموافقات في أصول الشريعة” حيث قال: “الاقتصار على الكتاب رأي قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة، إذ عوّلوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ، فطرحوا أحكام السنة، فأدى بهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل إليه”، وألف فيهم الإمام السيوطي رسالة أسماها ” مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة” وهاجمهم هجومًا شديدًا وذكر الكثير من أقوال السلف في من يقول بقولهم.

وعندما تصدى لهم علماء الأمة تم وأد هذه البدعة الضالة في القرن الثالث ،ولكن الإستعمار الغربي لبعض البلدان الإسلامية أثار هذه الأفكار الضالة في القرن التاسع عشر على أيدي دعاة مرتزقة فظهرت في الهند ومالبثت أن أنتقلت إلى بعض الدول العربية.

قد أخبر عنهم قبل ١٤٠٠ عام
ظهور مثل هذه الفرق المبتدعة لم يكن مفاجئا فقد أخبر عنهم الصادق المصدوق ﷺ روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والحاكم في المستدرك وابن ماجة في صحيحه والترمذي باختلاف في اللفظ، عن المقدام بن معد يكرب الكندي أن رسول الله ﷺ قال: “يوشك الرجل متكئًا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل، ما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه. ألا وإن ما حرم رسول الله ﷺ مثل ما حرم الله”.

أبرز منظريهم في العصر الحديث
وعن أبرز أفكارهم في العصر الحديث يتحدث كبيرهم الذي علمهم السحر أحمد صبحي منصور، المقيم حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية في حوار صحفي له: ”نحن أول من بدأ التيار القرآني من ٤٠ عامًا، حين بادرنا بتحطيم قدسية (البخاري) في قلعة الأزهر، وشققنا الطريق ومهدناه لمن جاء بعدنا ودفعنا الثمن، وعلى هامش جهادنا حدث تغيير هائل، منه أن بعض السنيين بدأ ينتقد (بعض الأحاديث) مع تمسكه بالسنة دينًا، واستفاد من تغيير المناخ الذي أرسيناه بجهادنا وتضحياتنا فأصبح يكتب في منطقة آمنة، بحيث ينتقد البخاري وبعض الفروع والتفصيلات بحرية.

همسه
أن من يطعن في السنة المطهرة الشريفة وفي الأحاديث الثابتة إنما يطعن في دين الله ، ويطعن في أمانة المعصوم ﷺ والأمناء من بعده من أصحابه رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان ، وأتباعهم من السلف الصالح ، ومن تبعهم من الأئمة الأعلام ، ومن طعن في السنة طعن في القرآن ، لأن حملة القرآن وحفظته هم حملة السنة وحفظتها .