عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي].

الكل منا يسعى في هذه الحياة ليجني ثمرة ما يقوم به، ولكن السعي يختلف بإختلاف الأسباب والأهداف والتوجهات.

وإنَّ كل سعي يَرضى الله عز وجل يعد عملًا صالحًا، والعمل الصالح يجب أن يتوافر فيه شرطان:

الشرط الأول: هو إخلاص النية لله تعالى.

الشرط  الثاني: هو أن يكون وفق شريعة الله عز وجل.

فالساعي كالمزارع يجتهد ويكافح ، ويبذل قصارى جهده، ليصل إلى جني ثمرات جهده ، ويعلم المزارع ما سيجني لأنه يعلم ماهي التربة وما تم زرعه بها، فلن يزرع بصلً وينتظر أن يجني تفاحاً.

وكذلك في علاقاتنا لابد أن نعرف ماهي العلاقة وما سنجني منها ، ويعتبر الإنسان مخلوقاً إجتماعياً يحب الإندماج مع الآخرين لبناء العلاقات؛ بالسعي لكسب الأثر من الإندماج والعلاقة للتطوير والكسب ، فالتعامل سنه كونيه نبني من خلالها حياتنا.

الكثير من العلاقات المبنية بين الناس هي علاقاتٌ تتشارك بالتجارب المشتركة فيما بينها؛ لذا ينصح بمشاركة أفضل التجارب التي خاضها الآخرين ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ]

وقبل البدء في زراعة العلاقة هناك حدود لابد أن نعرفها ونعمل بها وهي :

حدود الخصوصية

حدود الاحتياج

حدود الفروق الفردية

حدود الاختلافات الاجتماعية

فليس كل من قابلت وهو مبتسم أو قدم لك خدمة أو ينتمي لقبيلتك او موطنك أو تخصصك الدراسي او بالعمل أو لديك مصالحه ، تزرع معه علاقة ، فهناك شروط ومتطلبات لابد أن تحددها لزراعة علاقتك لتكون مثمرة، ونتجنب العلاقة السامة.

فعند زراعة العلاقة لابد أن تتأكد منها وهل ستثمر ؟! فأزرع لمن يُقدر ويتطلع لقيمة وجودك ولأهدافك، وإن لم يكن كذلك فتركه واجب من دون البحث عن المسببات.

الكثير من العلاقات وخاصة في العمل يكون لها دوراً مؤثر مستقبلياً ، فكن حريص على بدايتها بشفافية بعيدة عن المجاملات والابتسامات الصفراء.

الخلاصة أعرف أين تزرع علاقتك مع الآخرين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهم لجارِهِ.

أعرف أين تزرع!