أرهقه ذلك الحلم الذي ضاع بين سواد أطلاله وانطفاء قناديله فقد نامت أطرافه وهي تتضجر لتغرب عن رائحة البرتقال تستعين بضميرٍ قد مات على أزقة البطش فوق عمق الجراح وشؤم الصراخ فقد جادت نغماته عندما تتدحرج لتعزف على أبواق كل حدث مايلائمه ذلك الظرف وماقد يطرب من يكون بذلك المكان.

أيادي ثكلى تُحبِّذ الإنكسار في التَّرجِّي للإستحواذ على أي شيء وفعل كل شيء للنيل من المآخذ وتكره وبعمق فيه بلادة التفكير إنتصار العطاء.

فثراء النفس الفطرية تُشجييها تلك الموازنة التي تنبعث من أعماق المحور لتتصافى في توحد رهيب بين المآخذ والعطاءات لتُشكِّل في نهاية الأمر ذلك النسيج الفريد لمشارف السعادة.

فالروح الأبية تحمل بين جنباتها معنىً للكرامة وبين خلجان مياهها الصافية غرور المد الطبيعي فقد تجرعت الحب منذ نعومة أظفارها على وجه القمر وغربتها كانت تتدلل داخل جسدها مابين مهجةٍ تشتهي الرحيل في أروقة الهدوء وأخرى تتناجز معها نحو الأجمل تائهة بين غسق الدجى وقيثارة البحر الآمن .

فكثيراً ما تقوقع على تفكيره فذهوله كان سحيقاً في البعد ودوائر التمزق الخشن التي كانت تعتصر جرحه سقطت بجلاء في الحيرة وأحياناً في غمرة الحزن الذي يصيبه حتى أخمص قدميه يتذكر تلك الهامات التي كانت تدب إليه في كل فرصة ترى أنها سانحةٌ لديه فمعظم من كانوا يتعاطون محبته وهي عن غير قصد تجد على رؤوس أنوفهم فقاعات هوائية تجيد الإنفلات الحر بمجرد العبور من فوهة الحدث فلا طعم ولا رائحة ولانكهة ولا لون لهذه المتطايرة والتي تقذف إبتسامتها الصفراء بوعي يحبو بخبث ويتسلل إلى تلك الجباه النضره التي جُبلت بفطرتها على حمل المعروف وإراقته بوفاء عليهم دون تضجر .

هو يعرف بأن كفيه لاتنبت فقط ورداً أرجوانيا ً بين تقاسيمها الرطبة أو زهراً يعشق السوسن فقد تكون هنالك أزهاراً برية وحشية يستحيل معها قطافها أو إجتثاثها من مراكنها الدخيلة وقد لاتعي تلك الذروات المنكسرة بأن وهجها المُصطنع المحيط بها قد ينخفض فجأة كلما زادت تجاعيد الأيام عليها حتى ولو كانت تبدو جميلة.

فمن الحكمة أن يتذكر الماضي الذي كان فيه جزءاً منه وقاده إلى مضارعٍ أجمل فكم هو جميلٌ أن تمتد محبته بوفاء لكل من كان معه آنذاك وهو في قمة نوره ووهجه وضياءه وهو في قمة خطوته فهل يكون حكيماً قبل أن ترتجف ثم تنحدر ؟ أم تكون نفسه كما عهدها منطفئة راحلة عن خيوطها التي انحنت فوق جذعها كل أوراق الصبار التي ارتوت بماءٍ عكر !!!.