أكد استشاري الطب النفسي واضطرابات المزاج الدكتور محمد اليوسف، على قوة الأُثر النفسي الذي يتركه الضرب والتعنيف والإساءات التي يواجهها الطفل من أبويه.

ورد اليوسف على مقولة “انضربنا وما ضرنا، والطفل يكبر وينسى الإساءات”، قائلا: “تعالوا نختبر هالفرضيات بوضعها تحت مجهر علم النفس العصبي”.

وتابع: “الذين يتعرضون لصدمات النشأة والطفولة يصبح لديهم توجس عالي في أي بيئة جديدة، يكرهون التغيير ويصعب عليهم التجديد، وردود فعلهم مبالغ فيها، يشكّون ويصعب عليهم تكوين علاقات”.

وأضاف: “معظم حالات العنف المنزلي لا تؤدي للوفاة، وأغلبها تكون بشكل عنف لفظي لأن الأب أو الأم ببساطة لا تضطر للضرب مع الطفل، سيبقى هذا الطفل على قيد الحياة، لكنه لن يعيشها مثل غيره بل ستترك تلك الطفولة ندوبها وجراحها النفسية فيكبر ويصبح حساساً لأي نقد،يصعب عليه أن يكون تلقائياً اجتماعياً”.

واستكمل: “يصعب على البالغ الذي كان طفلاً معنفاً أو شاهد العنف والخلافات غير المسؤولة بين أبويه أن يجرب نشاطات أو هوايات جديدة، معظمهم يحل خلافاته بالصراخ لأن هذا هو النموذج الذي شاهده في منزله، يصبح عصبي لأتفه سبب، فكل موقف شبيه بذلك الذي تعنف عليه يفتح جرحه القديم ويثير نفس استجابة الخوف”.

وأضاف: “نفسياً الغضب يتلحف بالخوف داخله، الذي يعصّب بسرعة وكثير الغضب هو في أعماقه “خائف” ربما لأن طفولته شكلت وعيه بهذه الصورة، أصبح لا يثق بالآخرين، يتشكك بكل كلمة بل كل حرف، ويتوجس خيفةً من أي “طقطقة” ، جاد أكثر من اللازم ولا يقبل المزاح لأنه يخشى عواقبه”.