يعيش العالم حالة من التحول المتسارع نحو التقنية ومساراتها المتلاحقة مستعيناً بتقدم تقنية الذكاء الاصطناعي الآخذة في التقدم والإبهار، لذا تتجه أنظار صناع القرار والمهتمين لهذا الجانب المهم لتيسير حياة الناس والحفاظ على البيئة وكافة مقومات الحياة.

مع عصر الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والميتافيرس وغيرها، إننا بلا شك مقدمون على ثورة والتي بدأت بالفعل في عالم التكنولوجيا بمختلف الأصعدة والبرامج وكافة شؤون الحياة بمراحلها المختلفة.

لذا يجب أن تتجه أعيننا صوب الاستخدامات الإيجابية لهذه القفزة التكنولوجية واستخدامها فيما يعود علينا بالنفع والفائدة للنهوض بالإنسان وعمارة الأرض، قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية 13

ومن تلك الاستخدامات إتاحة فرص التعليم لأكبر شريحة ممكنة من الناس في كافة أصقاع المعمورة، وبالإضافة لخدمة البيئة والمحافظة عليها وكذلك في صحة الإنسان وعمليات الجراحة ومساعدة ذوي الإعاقة والمرضى والمسنين وإنقاذ الأرواح، وإدارة المدن والمواصلات والأنشطة المتعلقة بها.

مع زيادة تكنولوجيا ” الذكاء الاصطناعي ” والأجهزة الذكية، هناك مخاوف من اندثار أو تقلص دور الإنسان؛ حيث يحل “الروبوت” مكانه في العديد من المهن التقليدية، ومع هذا التقدم للتكنولوجيا لا يمكن الاستغناء عن الذكاء البشري بالروبوت.

ولأهمية هذا المجال في تحديد مسار المجتمعات مستقبلاً قامت المملكة العربية السعودية باستضافة (القمة العالمية للذكاء الاصطناعي) للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة من النمو والتقدم والازدهار عبر هذه التقنية وما يتعلق بها، تحت مظلة رؤية 2030 ما يعكس اهتمام قيادة المملكة الدائم بأن تكون السعودية نموذجًا عالميًّا رائدًا في بناء اقتصادات المعرفة لخدمة الأجيال الحاضرة والقادمة.

ويبقى السؤال عن مدى تناسق هذه التطورات مع القوانين والتشريعات لدى الحكومات والمنظمات المسؤولة عن تدفق تلك البيانات وتوجيهها بمساراتها الصحيحة، للحيلولة دون إساءة استغلال هذا التقدم وتحويل التكنولوجيا الجديدة من أداة لتحقيق الرخاء والسعادة للبشر والحياة على الأرض إلى سلاح مدمر للجميع.

كما أطلقت المملكة “مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” وذلك بهدف تأسيس ممارسات أخلاقية في جميع القطاعات لدعم تبني الذكاء الاصطناعي للحد من الممارسات الخاطئة المصاحبة لهذه التقنية من خلال تطبيق مبادئ منها: النزاهة والإنصاف، الأمن والخصوصية، الإنسانية، المنافع الاجتماعية والبيئية، والموثوقية والسلامة.