عرفتك من لهجتك؟ أنت مثل ساحل البحر اسماكه جدا صغيره ؛ بس عند البعض .. ” مالها قيمه”

أنت مثل أمطار الصيف والقيظ وسمومه .. في عز الحر تتبخر وتختفي .. “مثل غيمه”

أنت مثل الحطب اليابس يشتعل حول الغريب ويدفى حتى يصير رماد في .. “وسط خيمه”

أنت مثل دلة القهوه المكسوره مليانه هيل وزعفران تبرد ساعات .. ” لكنها سليمه ”

أنا يابنت .. مجرد ضيف قديم وحامل على ظهري حموله ثقيلة وجاي لدياركم من .. “غير عزيمه”

أنا يابنت .. مثل عابر سبيل ورحال وضايق صدري وأسال عن “حياة كريمه”

أنا يابنت .. ذكرى منسية وجميلة في دفاتر مهمله و في حياة الناس .. “ذكرى قديمه”

سمعتي عن العاشق المذبوح اللي ارتكب في ” نفسه جريمه”

تعرفيني من أكون ؟ بعدما رحتي وبعد ماتهتي وأنتي صغيره .. أيتها “الطفلة اليتيمه”

أنا يابنت .. حارتكم وبابكم ونافذكم وكل لحظة عشتي .. “فيها عظيمه”

أنا بيت قديم من سعف وطين وسطوح مهجورة وأحجار “حلوه تصاميمه”

أنا فريج الحسا ودهاريزه وصباطه ومن سكانها أهل “الطيبه والشيمة”

” أشوف” سكيك الحسا غير ودرايشها غير وكل شي فيها حتى “البيوت ومرازيمه”

عرفتك من صمتك مهما تغير لهجتك عبير الورد مايحتاج تذوق طعمه وهو ” أحلى تلقيمه ”

ياصاحبة القلب الكبير ياشموخ النخيل وسعفها ورطبها أيتها “الأم الحنونة الرحيمه”

إنها بيوت عبق ماضينا قد هجرت ولا زالت رمالها قدح كالذهب ومائها كالعسل الصافي .. كالرطب تداعب أوراق “الاشجار نسيمه”.

وخضرتها في بطنها كالعنب وليمون أخضر المذاق وخبز أحمر والرز الأسمر وكثيرا ؛ نعيش اليوم في “خيره ونعيمة” لازلتي تذكرينها.

كانت هنا حول بيوتنا تنتعش بأنفاسنا وتكبر بوجودنا بعد غيابك .. نعم لم أنسى برائتها ؛ و ديارها ! هذا هو قبر ” أختي حليمه”.