التمرد في علم النفس يعبر عن الخروج عن القاعدة الاساسية او الشذوذ عن عادات وتقاليد المجتمع ،التمرد بين المراهقين دلالة على التميز والخروج عن السرب لأنه يتطلب درجة من الجرأة والثقة و بالنفس .

قد يكون التمرد ايجابيا اذا تم تسخيره وتطويعه بصورة صحيحة ، وقد يكون مدمرا في حال كان من باب العناد او كان يقوم على مبدأ خالف تعرف.

نقطة انطلاق التمرد عادة هو بيئة التنشئة التي يتربى فيها المراهق ، اذا كانت تمتاز بالصرامة والديكتاتورية فانها تشعر المراهق بأنه تابع مسلوب الارادة وتعزز الرغبة في التمرد على سلطة الاهل وفي حال استمر الوالدين في التشديد على المراهق ومعاملته على انه لايزال طفلا قد يدفعه الى ذلك الى التمرد و عدم الاحترام او التشرد خارج المنزل.

يجب ان تعمل المدرسة ايضا على اداء دور تكميلي لدور الاهل في التعامل مع المراهق ومحاولة بناء علاقات طيبة بين الطلاب وطاقم التدريس لترفع درجة انسجام المراهق مع الواقع المدرسي وتقلل من المشاكل الدراسية.

الطبيعة النفسية للمراهق وتوجهاته السلوكية ايضا تعتبر من العوامل المؤثرة على حدوث التمرد من عدمه فالطفل صاحب المزاج المتقلب او العصبي الذي يرفض الاوامر من المرجح ان يكون اكثر تمردا في مرحلة المراهقة من الطفل المسالم والمتقبل والمتجاوب مع من حوله.

اضافة للتكوين النفسي للمراهق وابعاد شخصيته فإن العوامل الاجتماعية والاقتصادية كذلك قد تؤثر على التوجه الفكري والسلوكي للمراهقين كما كان المجتمع متعصبا يعاني افراده من ارهاب فكري او ديني او معاناة من الاضطهاد والتميز او وضع اقتصادي متردي ، كلما زدات نسب التمرد بين المراهقين.

لذلك ادعو كل الاباء والامهات في حال كان ابناءكم صغارا ان تمارسوا التربية الايجابية مع ابناءكم منذ نعومة اظفارهم فهي الضامن الاول لمراهقة مستقرة خالية من الاضطرابات السلوكية.

اما اذا كنت تعاني من تمرد طفلك المراهق اول مايجب عمله هو استيعاب المشكلة وحلها باسلم الطرق و التخلي عن القمع والترهيب في العلاج والتوجه الى الحوار والعقلانية وفتح باب المجال للمراهقين للتعبير عن انفسهم ومنحه حقوقه الانسانية التي تدعم اثبات وجوده.

اضافة الى توفير بيئة تعليمية آمنه تستطيع تلبية الاحتياجات النفسية للمراهقين وتنمية مواهبهم ومساعدتهم على اكتشاف قدراتهم والعمل على تطوير ذواتهم .