المتقاعد هو مواطن وموظف خدم دولته أو القطاع الخاص فيها لفترة معينة من الزمن ووصل إلى سن التقاعد وأحيل على التقاعد سواءً من جهة عمله أو بمحض إرادته الشخصية ليتقاضى مبلغا من المال حسب سُلّمَه الوظيفي الذي كان يشغله وتوقف هذا المبلغ الذي يتقاضاه عند حد معين لا يمكنه فيه الحصول على زيادة تواكب غلاء الأسعار أو التضخم أو التغيّر في سُلّم الضرائب والرسوم المفروضة أو متطلبات الحياة الجديدة في وقتنا الراهن.

وفي هذا المقال لن نتطرق إلى تفاصيل التقاعد وشروطه أو متطلباته، بقدر ما نركز فيه على المتقاعد الذي وجد نفسه أمام تغيرات مالية كبيرة لم يَحْسُب لها حساب ولم تكن موجودة في الأصل ثم أصبحت تشكل له هاجسا كبيرا في حياته ومتطلباته اليومية خاصة وأنه وصل إلى نهاية المطاف في العمل، ورغم وجود بعض الدعم والبرامج المقدمة للمتقاعدين والتي لم ترضي طموحاتهم ورغباتهم في التقدير أو تغطي جانباً مهماً من احتياجاتهم.

كما ذكرنا سابقا بأن المتقاعد هو موظف له تاريخ في الوظيفة التي كان يشغلها وهو من قام بخدمة دينه وطنه ومليكة وشعبة ولم يتوانى في تقديم أفضل ما يملك من عمره وشبابه ووصل إلى النهاية التي يَحْلُم فيها بالراحة والتفرغ سواءً لعبادة ربه في آخر عمره وقضاء ما تبقى من حياته مع عائلته والتقرب منهم والاستمتاع بما تبقى له من سنوات معدودة، مما جعلني أفكر لماذا لا يتم تكريم هؤلاء المتقاعدين بعد هذه الخدمة الطويلة سواءً كانوا موظفين حكوميين أو موظفي قطاع خاص وذلك بطريقة ترضيهم وتشعرهم بالتقدير والامتنان لما قدموه من مجهودات سَخِيّة وتضحيات في مجال عملهم ببعض الأفكار العَمَليّة وتطبيقها الفعلي للاستفادة القصوى منها وهي تخص القطاعين العام والخاص :-

أولا : مميزات (مقترحة) من القطاع الحكومي للمتقاعدين :- وأهمها التالي:
1- تخصيص منصات أو مسارات خاصة للمتقاعدين وتسهيل إجراءات معاملاتهم تقديراً لهم ولخدمتهم ولكبر سنهم.
2- إلغاء الرسوم الحكومية أو تخفيضها 50% على أقل تقدير للمتقاعدين ومنحهم مميزات مختلفة عن غيرهم.
3- تقدير نسبة خاصة من ضريبة القيمة المضافة للمتقاعدين، خاصة أن بعض الدول تعفي الدبلوماسيين من الضريبة.
4- حلول مالية وتمويلية وحبذا أن تكون بدون فوائد أو فوائد رمزية من الجهات الحكومية ذات العلاقة تقديرا للظروف التي يواجهها بعض المتقاعدين أو أغلبهم.
5- الاستفادة من المباني الترفيهية والنوادي الحكومية للمتقاعدين لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية والعلمية.
6- تخفيض رسوم تذاكر الطيران والقطارات والباصات والملاعب وخاصة في أوقات غير الذروة لتنشيط المبيعات وتشجيع المتقاعدين لشغل هذه الأوقات.
7- تشجيع وفتح باب التطوع للمتقاعدين سواءً ذكوراً أو إناثاً في الخدمات الاجتماعية لخدمة المجتمع والوطن.
8- إنشاء صندوق خاص للمتقاعدين يتم المشاركة فيه برسوم رمزية من المتقاعدين يضمن لهم الاقتراض عند الحاجة.

ثانيا : مميزات (مقترحة) القطاع الخاص للمتقاعدين :- وهي كالتالي:
1- تشجيع القطاع الخاص الذي كان يعمل به المتقاعد بتقديم خصومات ومميزات خاصة تقديرا لفترة عمل المتقاعد فيه.
2- حث القطاع الخاص عامةً على تقديم خصومات خاصة للمتقاعدين تساهم في إنعاش حركة السوق التجارية والمبيعات.
3-تخصيص خدمات طبية وخصومات من شركات التأمين الطبي للمتقاعدين الذين لا يملكون خدمة التأمين الطبي إلى أن يتم الانتهاء من عمل برنامج التحول الوطني للقطاع الصحي.
4-تشجيع مواقع الترفيه الخاصة والمطاعم والمولات بتقديم خدمات وخصومات خاصة للمتقاعدين ومميزات تليق بهم كنوع من التقدير والامتنان لهم.
5- حث القطاع الخاص على الاستفادة من خدمات وخبرات المتقاعدين من النواحي الاستشارية حسب مناصبهم السابقة.
6- السماح للمتقاعدين استخدام بعض المرافق والنوادي الترفيهية للقطاع الخاص الذي كانوا يعملون به أو برسوم رمزية على الأقل تقديرا منهم لخدمتهم الطويلة.
7- تشجيع الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال على عمل برامج مجانية لرحلات العمرة والزيارة والأماكن الأثرية للمتقاعدين وخاصة كبار السن غير المقتدرين مالياً.
8- إنشاء منصة خاصة بجميع الخصومات والمميزات التي تقدمها الشركات والمؤسسات الخاصة للمتقاعدين ويتم تحديثها باستمرار بكل ما هو جديد مع أفضلية الرسائل المجانية على جوالات المتقاعدين.

وأخيرا وليس آخرا، فنحن نعلم أن هناك خدمات مقدمة من المؤسسة العامة للتقاعد وخدمات مقدمة من جهات أخرى ولكنها كما ذكرنا سابقا لا ترتقي إلى مرحلة الرضى للمتقاعدين وقد يكون سبب ذلك عدم التواصل أو عدم المعرفة أو ضعف بعض الخدمات أو الخصومات المقدمة لهم، حيث أن المتقاعدين ينتظرون من المجتمع درجة أعلى من التقدير والاحترام من خلال خدمات ومميزات تساعدهم على مواجهة الحياة والتغلب على صعوباتها وخاصة الخدمات الصحية التي هم في أمس الحاجة لها خاصة في هذا السن المتقدم، وتيسير وتسهيل الخدمات الحكومية والترفيهية إما بالمجان أو برسوم رمزية تشعرهم بالرضى والاهتمام وتحسسهم بأنها فئة قامت بخدمة وطنها وشعبها ودينها وملكيها وتستحق نوع خاص من التقدير والامتنان .