عرفنا كرة القدم جميلة مسلية مدهشةوذلك عندما كنا صغارفقط! نحتضنها في المساء ونركلها في النهار ركل محب!

كنا نشم رائحة الحياة الجميلة من خلال هذه المستديرة المدهشة ،صحيح أنه لم تتبقى (لمبة)أو تحفة في بيتنا الطيب إلا سبكنا معها موعداًمع الكسر والخراب،ولكن تبقى كرة القدم اختراع بديع وليست مجرد لعبة عابرة،كنا ونحن صغار والأغلب في جيلنا (المبسوط) لاندع شاردة ولا واردة في الشارع أو المدرسة إلا ونركلها سواء كانت كرة أو (علب) فارغة أو ممتلئة، طول اليوم وعرضه لا نستريح من حبيبتنا إلا عندالأكل أو في وقت مشاهدة عدنان (الأسطورة)بالنسبة لعقولنا الغضة المنبهرة من قفزاته وعنفوانه، ولاننسى هايدي الحنونة، وفريقنا المفضل في الطفولة والكبر.

والآن كبرنا وصغرت الكره فلم نعد نستطيع اللعب إما لجرح الحياة وكسرها أو ثقل الجسم بالشحم واللحم والجوال,فلايسعنا إلا المشاهدة من بعيد ولكن فريقنا المفصل الذي عشقناه منذ الصغر تغير فيه كل شيئ باستثناء لونيه الزاهين وخريطته الراسخة! فقدالتم حوله أشخاص يدعون الولاءوالطاعة ولكن كلامهم بذيئ واصواتهم قبيحة ،اللاعبين ملايينهم تلعب وليست عقولهم ولياقتهم، صارت المباريات تدار بكنترول إعلامي اهوج لايهمه سوى (الشوب) وانا الأعلى صوتاً ،انتقلت كرة القدم من المستطيل الأخضر والمدرج المدهش إلى كثير من الصخب (التويتري) الذي يحكمه متعصبي الجهل والتفاهة، صار الكل يستطيع أن يتفلسف في كرة القدم حتى لو أتى من فرقة شعبية صاخبة أو متخصص في القبح و(الجعجعة)لم نعد نرى صناع ومبدعي كرة القدم يقررون وينتقدون ويحللون لانرى سوى تجار العقار وأهل المال يحكمون القبضة على مفاصل الأنديه وكل مايخصها!

أيضاً هناك أشياء غريبة تحدث في الوسط الإعلامي الرياضي فمن عرف بولائه لناديه وتعصبه المحبب انقلب فجأه وصار يدافع عن عدوه المفترض ويسخط بفضاعة على ناديه الذي عرف بعشقه له ربما أن المال له دور في تغيير وجهته!
كرة القدم رياضة بسيطة مرحة لاتحتاج كل هذاالصخب أيها المتعصبون بكره، صار بعض محبي كرة القدم يفكر ملياََ أن يبتعد عن عشقه ليرتاح من كل هذا الجنون الذي تسبب به إعلامي الجهل والفتن ومن يتبعهم.