لست ممن يحبذ الخوض في الخصوصيات ..بيد ان الحديث الابوي الذي يخرج من أعماق القلب عادة يصل إلى الفؤاد بتلقائيه.. كان أبي عليه شآبيب الرحمة يكثر من نصحي في مرحلة الفتوة وبدايات الشباب وكنت اخجل من لقاؤه حين أخطيء.. مرت بي سنوات العمر سريعا وكان من أبنائي تشابه بالتصرفات لكن احدا منهم لم يخرج عن الطوع ببركة دعاء الوالدين ومن نعم الله ان ترى “ضناك” يسير برشد ويقتدي بالخير .. لكنني خلال المرحلة الماضية مكثت كأب أعيش التوتر والقلق والخوف على الابناء وشعرت ان الامر سيدخلني في دوامة الوسوسة واشتد خوفي اكثر على فلذة كبدي “سلمان” الذي أسمته امه تيمنا بقائد مسيرتنا آبان توليه إمارة الرياض.. “سلمان” الأبن شخصية ذكية وفطنه لكنه بالمقابل لايحبذ الانخراط المجتمعي كثيرا وهذا ليس عيبا بقدر ماهو تمسكا برؤيته التي يسير عليها .. غاب سلمان للدراسة في أمريكا لفترة ثم عاد ليعمل بعيدا عن الاعين وانتقل في مراحل عدة بين عمل وآخر اراد فيه تحسين وضعه الوظيفي والمستقبلي كبقية الشباب ..كان يشغل داخلي كثيرا وان كنت اخفي ذلك واتحسس اخباره عل بصيص من الأمل يخبرني عنه رغم الاتصال والسؤال لكن كل ذلك لم يكن كافيا .. اليوم يعود سلمان بكل الحب الى حضن امه التي شقيت من اجله واصابها الوهن وهي تسعى ان لايبتعد عنها مرة أخرى.. عاد سلمان ليزرع في دواخلنا الحب والوئام كأسرة وقد امتلىء فؤاد امه بالفرح بعد ان كاد يكون فارغا .. يعود سلمان ليكون السند الذي نتكيء عليه في الكبر وهو رحيق الأمل في عطاؤه وحبه للجميع.. سلمان الابن والعضيد ..والصديق يملك قلبا يشع نقاء ونفسا رائعة تتوق لحب الخير والعطاء والكرم.. وحين سُئلت مالخبر الجميل الذي تلقيته خلال أيام مضت ..نطق قلبي قبيل لساني …عودة ابني وحبيبي سلمان ..وكفى …