يشهد وقتنا الراهن انفجارًا في التنوع الثقافي وانفتاحًا على الثقافات الغربية، حيث أصبحت ثقافتنا الإسلامية وقيمها تستورد ثقافات الآخرين وتستهلكها؛ لذلك نشاهد اليوم تصدعًا كبيرًا واضحًا في قيمنا الإسلامية وثقافتها، فالثقافة الدخيلة علينا في هذا العصر، غريبة الأطوار، كثيرة الأهوال، ومواقع التواصل الاجتماعي تكشف المستور، وتتجاوز المحظور،
إذ تصنف ضمن الأساليب المغيرة لموازين الإسلام وقيمه، كذلك فإن انحطاطها الأخلاقي واضح جلي لكل ذي لب، فهي بذلك تعمل كموجٍ متلاطمٍ، معولٍ مصمتٍ لهدم الفضائل والأخلاق.

إذ قامت بسلب الوالدين زمام التربية، والمعلم هيبة الجانب، والعالم القدوة المؤثرة، وعلمت الأشخاص التمرد والتجرد من أي قيم أو مبادىء؛ فصارت مسقطة لهيبة الوالدين والقدوة الصالحة، وكاسرة شوكة المعلم،

لذلك كان ولا بد من صبرٍ منطوٍ تحت جوانحه إحياء قيمنا الإسلامية؛ والتي من خلالها إنشاء جيل قادر على نقل قيمنا الإسلامية وإظهارها في أبهى صورها، ورفعها إلى أعلى درجات التربية والرقي القيمي والمجتمعي بحيث تصبح المؤثرة لا المتأثرة، والمتبعة لا المقلدة، فإذا لم نستطع القيام بهذه فعلى الأقل فلنحافظ علي قيمنا!