1- ليس شرطاً أن كل ما يلمع ذهباً فقد يكون هذا اللمعان من ناتج طلاء أشياء أو معالم بألوان مشابهة للذهب تماماً لهدف جذب الأنظار والظهور بمظهر الذوق الرفيع والمقدرة المالية ولربما التقليد الأعمى والمباهاة.

2- ليس شرطاً بأن من يقول لك أبشر حينما تتوجه إليه بطلب المساعدة في أمر يهمك وتتعشم فيه الخير من واقع منصبه العالي مثلاً أن يكون وفياً وعلى قدر ما تعنيه هذه الكلمة من بوادر خيرة ونبيلة وإنما ربما لجأ لهذا الأسلوب من باب جبر الخواطر كما يُقال لكي لا تزعل عليه ويتكدر خاطرك في لحظتها في الوقت الذي كان من الأولى والأصوب الإعتذار لك في حينه طالما هو ليس في مقدوره مُساعدتك وليس تعليقك لتظل على أمل ودونما يفعل شيئا مذكورا وهو ما نعتقده سلوكاً غير خلاق بخلاف ما كان عليه السلف الصالح من الصراحة والوضوح والنخوة والشهامة والوفاء.

3- ليس شرطاً أن يكون عدم تواصل أحد أصدقائك العزيزين معك ولفترة طويلة يكون سببه كلام مغلوط وصله منك بطريقة أو بأخرى وإنما قد يكون ذلك من ناتج ظروف قاهرة ألمت به ولم يتمكن من البوح بها، إما حياءً أو لكونها أسرار شخصية بحتة لا داعي لنشرها بين الناس، ولذا ينبغي عليك ألاّ تحمل ذلك على المحمل السيئ، وإنما المبادرة بزيارته لأجل تعزيز هذه العلاقة الأخوية فيما بينكما استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: وخيركم الذي يبدأ في السلام، كما وأنه من غير الصواب البتة أن تُعادي زميلاً لك في العمل لكونه فقط مرتبط بعلاقة طيبة مع زميل ثالث لك حصل بينكما خلاف شخصي والذي ربما يكون وقتياً ويزول فيما يتوجب على الزميل الواقع بينكما القيام بدور تقريب النفوس وإعادتها إلى سابق عهدها من التواد والألفة والأخوة الصادقة.

4- ليس شرطاً بأن تكون تلكمُ العناوين البراقة أو المُغرية أو المُلفتة للنظر والتي يضعها أصحاب المتاجر والمولات والمكاتب الخدمية فوق محلاتهم التجارية تدل على أفضل وأجود ما لديهم من بضائع وسلع وخدمات مميزة، وإنما قد تكون مُجرد إغراءات وفيها من الغش والتحايل ما الله به عليم لأجل استقطاب مُتسوقين ومتبضعين كُثر طمعاً في زيادة دخلهم المالي، متجاهلين بهذا الصنيع غير السوي قول نبينا وقدوتنا الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم: من غشنا ليس منا.

5- ليس شرطاً أن كل من يؤم المصلين في المساجد أو يقوم بتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس والجامعات لديه القدرة الكافية للقيام بمهمة الإفتاء ذلك لأن هذا الدور وبما يتوقف عليه من أمور كثيرة في حياة الناس في معتقدهم الديني الخالص لله وحده وقيمهم الاجتماعية وتوجهاتهم السلوكية بين النهج السليم من عدمه لابد له من توافر شروط مُعينة وضرورية كالكفاءة العلمية والأهلية والقدرة على استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والأدلة الشرعية المعتبرة ممثلاً في الاجماع والقياس.

6- ليس شرطاً أن تكون اللذة قاصرة على المعاشرة بين الزوجين وبما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات بل تتجاوزها إلى التلذذ والاستمتاع والشعور بالراحة والسعادة وقتما يقوم الفرد بأعمال خيرية يبتغي فيها وجه الله تعالى أو غيرها من القيام بشرف خدمة الحرمين الشريفين لينال الكثير من الأجر والمثوبة من عند الله تعالى والفوز بجنته النعيم المقيم ولذة النظر لوجهه الكريم يوم القيامة والتي لا تُعادلها لذة على الاطلاق لا في الدنيا ولا في الآخرة.

7- ليس شرطاً بأن يكون التمثيل وما يشتمل عليه من نُكت وفكاهة ونوادر وطرائف وحكايات مُضحكة تضفي على النفس البشرية الأنس والبهجة والسرور وإنما فيما يقدمه الممثلون علاوة على ما سبق من أدوار قيمية وخلاقة تُساهم في تنوير وتبصير أفراد المجتمع بما يتوافق مع المنهج الإسلامي الذي هو سر استقامة الناس جميعهم وسعادتهم في ظاهرههم وباطنهم ودنياهم وآخرتهم عوضاً عما ينفعهم ذاتياً ويشجعهم ويدفعهم على العمل والعطاء والإنتاج لخدمة مجتمعهم ووطنهم والرقي به إلى مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات بالإضافة للمحافظة عليه وعلى مقدراته والذود عنه بكل الطرق والوسائل الممكنة.

8- ليس شرطاً أن يكون كل سمين أو بدين أو كما يُطلق عليه العاميون مُتعافي هو من ناتج كثرة تناوله للطعام بشراهة وإنما ربما يعود ذلك بحسب تقارير الأطباء المتخصصين إلى أسباب جوهرية أخرى ومنها: الوراثة وتناول بعض الأدوية النفسية وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة الكافية ولذا ينبغي لمن يرى مثل هذا الإنسان وهو على هذا النحو من السمنة ألاّ ينظر إليه بعين الحسد وإنما ينظر إليه على أنه إنسان مُبتلى فيدعوا الله له بالتخفيف وبالصحة والعافية والسلامة من الأمراض.

9- ليس شرطاً بأن كل من يدعوا لترشيد الاستهلاك وعدم التبذير والإسراف في الأكل والشراب والكهرباء والماء وغيرها من الاستخدامات الآدمية بأنه بخيل، وإنما قد يكون توجهه هذا من منطلق حب الخير وتدارك ما قد يترتب على ذلك من أضرار بليغة وجسيمة تلحق بذاتية مُمارسه أو على مستوى المصلحة العامة امتثالاً لقوله تعالى ( وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وقوله أيضاً( وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً*إِنَّ الْمُبَذرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ) وقوله كذلك في الحث على التوسط والاعتدال( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ).