يعلم الجميع الأثر الايجابي للتقدير والجزاء الحسن، على النفس البشرية؛ لأن الشكر ذو أثر عليها، فقد بدأ الله – سبحانه وتعالى- بنفسه قال تعالى:  “وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم” فكلما شكر العبدُ ربَّه زاده من النعم. كما أن الشكر والثناء والجزاء الحسن والتقدير بيننا يزيد العطاء والمحبة والأثر الإيجابي.

وسنتناول في هذه السطور “مكافأة الموظف” وهي رسالة تذكيرية إلى كل من يحمل أمانة قيادية في إدارته لتقييم أداء موظفيه، فهي أمانة سيُسأل عنها أمام الله ؛ لعظم الأثر على من ستكافِئ نظير ما قدم، يقول النبي ﷺ: “يقول الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره” ، فاحرص على حسن أدائها، واعلم أن هناك موظف تحت إدارتك يتطلع إلى النجاح والسمو بمهاراته، ومعارفه ولا بد لتحقيق تلك الأهداف  من مكافأتك له.

فالمكافأة هي إحدى أدوات وتقنيات إدارة الموارد البشرية، التي يستخدمها أرباب العمل وإدارة رأس المال البشري لموظفيهم بشكل مؤثر؛ لتحفيز الموظف، والرفع من الروح المعنوية، وتدعيم الإنتاجية، وإحياء روح الولاء للعمل.

وللمكافآت فوائد متبادلة بين الإدارة والموظف، حيث إنها تخلق بيئة عمل إيجابية؛ لأن المكافأة وسيلة تحفيزية يتم تقديمها اعترافاً بالإنجاز، والسلوك الجدير بالثناء والخدمة.

وتمنح المكافأة للموظف بعد أن يبادر بتقديم العطاء الفعال المثمر بإنجازاته لإدارته وفريق عمله، ويكون ذا أثر.

وتُعدُّ مكافأة الموظف من أسس نجاح الإدارة الناجحة الناصحة بقادتها المتميزين، وتعتبر دافعاً قويًا؛ لتحقيق النجاحات بتحقيق أهداف المنظمات والمنشآت الحكومية، والخاصة.

وتعد المكافآت غير محدودة الزمن والغير المالية أول وأهم تلك مكافأة ؛ كونها مزايا تقدمها قيادات فريق العمل لموظفيها بشكل دائم منها:

1- منح الموظف نسبة من وقت العمل لإنجاز أعماله الخاصة.

2- تفعيل العمل المرن (للإنجاز والحضور والانصراف).

3- الإجازة الإضافية.

4- اللقاء التحفيزي الشهري.

أما المكافأة السنوية، أو الدورية فتكون محسوسة -على سبيل المثال لا الحصر- علاوة، أو مكافأة مالية، أو ترقية، أو تكريم أمام القيادات العليا.

وتتعدد أساليب إسعاد الموظف بمكافأة حسيه ومعنوية دورية وسنوية، تبادر بها القيادات المحفزة للنجاح والعطاء لفريق العمل الخاص بها، وكما قيل: «إن التكريم ليس آخر المطاف، ولكنه مجرد خطوة على طريق التميز»

ولتحقيق تطلعاتك -أيها الموظف-، لا بد من أن تؤدي الأمانة الوظيفية على الوجه الأكمل، فعلى الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص وعناية، وحفظاً للوقت؛ حتى تبرأ الذمة ويطيب الكسب ويرضى الرب، وعليه  أن يتقيَ اللهَ، وأن يؤدي الأمانة بغاية الإتقان، والنصح، يرجو ثواب الله، ويخشى عقابه، ويعمل بقوله تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا “.

وعندما تؤدي مهامك الوظيفية على  الوجه الأكمل، فإنه يتوجب على المسؤولين أن يكافؤنَكَ بما يليق بعطائك؛ لأن مبادرة المسؤول بمكافأة المتميزين من موظفيه سمة الناجحين بإدارة فِرَقهم، وهم صناع الأثر الفعال في عطاء الموظف المتميز.

أما القادة منعدمو التأثير بوجودهم، وعطائهم المفقود بتوجيههم، أقول لهم:  أنتم قاتلو الهمم لمن حولكم، وربما كنتم سبباً مباشراً في تكوين بيئة غير محفزة، بل ومنفرة أحياناً لذوي المواهب والخبرات، وتحويل فريق العمل إلى منفذ للأوامر بأقل المهارات والاحترافية، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

الخلاصة: ” المكافأة ” وسيلة تحفيز لعطاء الموظف وأدائه، وتُشَجِّعه؛ من أجل تحقيق مستوى عالٍ من الأداء المطلوب، وبلوغ الهدف المرجو بأنجح وسيلة، وبكفاية مهنية عالية، وتحقيق أفضل ما لدى الموظف من إنتاجية، وإبداع بشكل مستمر.

فأحس العطاء ..  فالله خصيم من استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره.