إن أكثر ما تعانيه مجتمعاتنا من افات إجتماعية سببها الرئيسي هو قلة التوعية التربوية والاخلاقية والفكرية لدى الافراد، بسبب انعدام أهمية معطيات الوعي الإيجابي كتدني ثقافتنا بقلة القراءة والإطلاع، وانعدام الوعي بفقد الإحساس بالمسؤولية، والتشتت الفكري لسعينا خلف ملهيات الحياة العصرية، ومسببها الرئيسي هو قلة الانضباط والالتزام الذاتي والعام الذي يجعل الشخص يرضخ لقوانين وتعليمات يجب التعامل بها لإحداث مجتمع وبيئة عمل متزن وتحقيق بأن الانضباط بالإنجاز والإنجاز بالانضباط.

في بيئة العمل يتكرر على مسامعنا فلان منجز ولكنه غير منضبط والأخر يقول فلانه منضبطة ولكن غير منجزه، هل التصويب صحيح وهل أدركوا ما الإنجاز والانضباط، وما هي معايير الحكم على الأخرين بانضباطهم او إنجازهم، وهل الإنجاز أهم من الانضباط أو العكس، وهل مخرجات الإنجاز تطلق على المهام الوظيفية أو تحقيق رغبات المسؤولين ولو كانت مخالفه للأنظمة والعادات والأعراف.

من يحدد انضباطك ومن الذي يحكم على منجزاتك، تلك التساؤلات إجابتها لديك أيها القارئ، ولدى المسؤول (المدير العام او مديرك المباشر او مسؤول الموارد البشرية او صاحب القرار والتقييم).

لا يتم بالحكم على الآخرين بالانضباط الإنجاز، إلا إذ أمتلك المسؤول فن المعرفة بمكمن استعمالها والمعايير في الحكم، وبامتلاك النية الصافية والحس الصادق والإحساس بالمسؤولية أمام الله وقيادته والبعد عن الشخصنة وتعزيز شعار المنظمة لهدفها العام قبل الهدف الخاص هنا ستمتلك مهمة الحكم.

ولابد أن نعرف بأن مفهوم الانضباط هو إطاعة الأوامر والتعليمات، واحترام القواعد والقوانين، والتقيد بالنظام، والالتزام بالتقاليد والأعراف. والإنجاز يختصر بأنه إنهاء أو إكمال مهمه على الوجه المطلوب.

فبيئة العمل هي معركة (الانضباط والإنجاز) بالعطاء وتحقيق الأهداف وهي المحفل لمعرفة ما تؤديه من منجزاتك وانضباطك، بانضباطك ستحقق منجزاتك لمنظمتك، وبفهم تطلعات قيادتك ستنجز، وإيمانك برسالة ورؤية منظمتك ستكون منجز ومنتظم.

وأعلم وتيقن بوجود فرقاً كبير بين الانضباط والالتزام الذاتي والانضباط والالتزام العام ، لان الانضباط والالتزام العام تحكمه القوانين ومن يخالف القانون يحاسب ، ،أما الانضباط والالتزام الذاتي فلا تحكمه قوانين معلنه وإنما بقربك وصدقك بما بينك وبين ربك لتكون شحص ناجحا في الحياة .

الخلاصة … أيه المسؤول …. الحضور والانصراف ليس مقياس للانضباط الموظف وتحقيق المهمة ليس دليل على احترافية الموظف بالإنجاز.

ليكن مقياسنا ومعيارنا بما يسمو بتطلعاتنا العامة والخاصة ولا ننفرد برؤيتنا الشخصية البحتة.

فالكثير منجز ولكن غير منضبط أو منضبط ولكن ليس منجز، ودورك أيها المدير المباشر ومسؤول الموارد البشرية والزميل بالعمل مسؤولية السعي المشترك لتحقيق الإنجاز والإنضباط بالتوازي بينهما.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ ‌يُتْقِنَهُ).